भारत की सभ्यताएँ

कैडिल ज़ुक्यतार d. 1377 AH
224

भारत की सभ्यताएँ

حضارات الهند

शैलियों

ولم توجد أريستوقراطية وراثية عند المغول، فالملك هو الذي كان يوزعها ويستردها كما يشاء، والملك هو الذي كان يرثها عند وفاة صاحبها، فإذا ما قضى المرء نحبه، بعد حظوة لدى الملك وتصرف في أموال البلاد ورقاب العباد وتمتع بأطايب النعم، ترك زوجته وأولاده فقراء فقرا مدقعا، وكل ما كان يقدر على صنعه لهم في أثناء حياته هو أن يدفعهم إلى البلاط؛ ليكونوا محطا لأفضال الملك الذي يديم نعمه عليهم، أحيانا، بعد وفاة أبيهم أو يجري عليهم رزقا قليلا.

وكان ملك المغول لا يحتجب في الهند، فهو إذا كان يستلب رعاياه في الغالب فإنه لم يسلبهم نعمة إمتاع العيون، فكان يبدو للناس على الدوام.

ففي الصباح كان يظهر في شرفته فيجتلي الجمهور طلعته فيهتف له، وما كان ليعدل عن الظهور في الشرفة إلا في حالة المرض الشديد، وإذا حل وقت الظهر عاد إلى تلك الشرفة؛ ليشاهد صراع الفيول ومختلف التمارين العسكرية وما إليها مما يتم في ساحة القصر، وإذا كان وقت العصر جلس للاستقبال ولاستماع كل ما يجدر أن يقال له.

والحق أن الدنو منه كان صعبا، فكان يحاط بنطاقين أو ثلاثة نطق من ذهب يتخللها أمراء وحراس لابسون أبهى ثياب حاجزون للناس عن العرش، والحق أن منظر الاحتفال والملك الذي كان يبدو رائع الطلعة بين الجواهر كان ثمنا كافيا لنسيان الشعب ما يدفعه في مقابل انبهاره وحماسته ذات حين مع الاحترام القريب من الفزع.

وفي العاصمة كانت النفائس الفنية تجمع أيام سلطان المغول كما كان الأمر في أكثر الممالك الإسلامية، والولايات إذ كان يضغطها ولاة طمعاء كانت تقضي حياة بؤس فتثور في الغالب.

جاء في مذكرات الملك جهانكير ابن الملك أكبر ما يأتي:

شكل 5-3: بادامي. أعمدة وتماثيل في معبد مصنوع تحت الأرض «القرن السادس من الميلاد»، «يبلغ ارتفاع المعبد إلى مستوى التمثال الظاهر في الصدر، وهو تمثال وشنو الجالس على الأفعى أنانتا، نحو خمسة أمتار.»

علمت، وأنا في دهلي، أن فتنة اشتعلت في قنوج فأرسلت كتائب لإطفائها، فقتل ثلاثون ألفا من العصاة، وأرسل عشرة آلاف رأس مقطوع إلى دهلي، وصلبت عشرة آلاف جثة صلبا معكوسا في سوق الشجر المغروس على جوانب الطرق العامة، وعلى ما ترى من المذابح لم تفتأ الفتن تنشب في الهندوستان، ولا تجد ولاية من ولايات الدولة لم يذبح فيها خمسمائة ألف شخص في عهدي وعهد أبي.

وقد حفزت ضرورة اطلاع الملوك على ما يحدث في الولايات إلى تنظيم شئون البريد؛ لتسير بسرعة وانتظام في كل ناحية، فلا تزال تجري في كثير من الجهات، فالبرد كانوا سعاة مشاة يتناوبون أعمالهم بين مسافة ومسافة في الطرق العامة، وكانت تنصب على جوانب الطرق حجارة بيض ترى ليلا حفظا للسعاة من الضلال.

ويظهر أن الطرق كانت جيدة في العهد المغولي، فقد زعم تافرنيه الذي ساح في الهند أواسط القرن السابع عشر أن طرق الهند خير من طرق فرنسا وإيطاليا، فروى أن الانتقال من مكان إلى آخر كان يتم بهوادج يحملها سعاة سرعان أو بمراكب تجرها الثيران، ووسائل نقل كهذه لا تزال مألوفة في البقاع التي لم تمد فيها خطوط حديدية، أي في معظم بلاد الهند.

अज्ञात पृष्ठ