وروحك حين تزور هنالك السماء والأرض ندعوها إلى منزلك هنا، إلى الحياة.
وروحك حين تزور هنالك الشمس والفجر ندعوها إلى منزلك هنا، إلى الحياة. إلخ.
ونشأت عبادة الأجداد عن ذلك الإيمان بخلود الروح، ورأينا في مكان آخر أن الأجداد الموتى، عند الآريين، لا يدومون ولا يسعدون في المثوى الأبدي ما لم تدم أسرتهم في الدنيا فتقدم إليهم القرابين وتصلي من أجلهم، وفي الويدا:
يا أغني! تعال مع هؤلاء الأجداد القدماء الأتقياء العظماء، تعال مع ألوف عباد الآلهة هؤلاء الذين يركبون وإياها مركبا واحدا، ويشربون هم والإله إندرا الشراب، ويأكلون وإياه القربان، ويذهبون للجلوس بالقرب من الدار.
وتجد في الويدا بذرة الإيمان بإله علي خالق كل فان وكل دائم مهيمن على الناس والأجداد والآلهة، ويخيل لواضع أنشودة كل إله فيها أن هذا الإله هو أهم الآلهة أو الإله الواحد، ومما حدث في الويدا أن عدت الآلهة، في بعض الأحيان، إلها واحدا ذا أسماء متنوعة، وفي الويدا:
أن الروح الإلهية التي تسير في السماء تسمى إندرا ومترا وورونا وأغني، فالحكماء هم الذين يطلقون على الموجود الواحد عدة أسماء فيقولون هذا أغني «النار» ويما «الموت»، إلخ.
ومن هنالك ترى أن للموجود الواحد خواص مبهمة فيدعى تارة بالنار وتارة بالموت أو ما إلى ذلك من المجردات الأخرى، وفي العبارة الآتية تجد ما هو أدق من ذلك:
ذلك الذي هو أبونا، ذلك الذي هو سبب كل كائن، ذلك الذي هو محيط بكل موجود عليم بكل عالم، فالإله الواحد هو موجب الآلهة الأخرى، وكل ما في الكون يقر بسلطانه.
بيد أنك تجد، أحيانا، ما يكسو ذلك القول المؤكد ثوبا من الالتباس مصدره شعور الإنسان بعجزه عن معرفة أصل الأشياء ومصيرها، ففي الويدا:
تعلمون خالق كل شيء، هو ذلك الذي ترونه أمامكم، ولكن كل شيء عندنا مستور بغطاء من ثلج، فأحكامنا غامضة، والناس يمضون مقربين للقرابين ومرتلين للأناشيد.
अज्ञात पृष्ठ