فالإله الذي بيده الخير هو في قطعتي الأرني، فهو فيهما كالجنين في بطن أمه.
والآريون كانوا يدفنون موتاهم على العموم، وفي الويدا غير نص على المآتم، وفي النص الآتي تصوير شعري لوداع حي لميت:
اذهب تجد الأرض الأم الكريمة الرءوم الفتاة الواسعة العطوف، كالبساط ، على من قدس للآلهة بعطاياه.
فيا أيتها الأرض! انهضي ولا تؤذي عظامه، وكوني سلاما عليه رءوفا به، ويا أيتها الأرض زمليه كما تزمل الأم طفلها بذيل ثوبها.
فلتنهض الأرض له، ولأجمع هذا التراب لكيلا تؤذى عظامه، وليحرس الأجداد قبره، وليحفر يما هنا منزله.
ألا إن الأيام عندي كالسهام التي تذهب بالريش.
فأين تجد ما هو أشد وقعا على النفس من سرعة الحياة التي تذهب بها الأيام كما تذهب السهام بالأرياش؟ (7) مبادئ الآريين اللاهوتية والدينية
مبادئ الآريين الدينية على شيء من الإبهام والغموض، فلم تكن أمور أي إله معينة تعيينا قاطعا عندهم، فكان للمشاعر والخيالات الشخصية شأن كبير في تكييفها، وليس قليلا ما تجده من ذلك في الويدا، فمن ينظر في الرغ ويدا يعلم طورا بعد طور أن ديانة الآريين كانت ديانة توحيد خالص وديانة وحدة وجود راقية وديانة شرك غليظ.
حقا إن قواعد المنطق التي أثبتت التربية أمرها في أدمغتنا الأوربية بتعاقب القرون جعلت لتلك الكلمات المجردة فيها معاني صريحة محكمة لا يوفق بينها مع فصلها بهوى عميقة بين ما تدل عليه من المعتقدات، بيد أنه ليس لهذه المبادئ المجردة معان مقررة في أدمغة الفطريين التي لا يكون فيها للأفكار والعقائد واللغات غير معان مذبذبة متقلبة على الدوام، ولم يكن للتناقض مكان في دماغ الآري ذي الفكر المتقلب بسرعة تقلب السحب التي كان يراها في الفلك، فالإله الذي يرد ذكره في الأنشودة يبدو الأهم ما حدث عنه، فلم تكد تقلب الصفحة حتى تجد إلها آخر يغلبه، والإنسان يرى أحيانا أن الشعراء الذين وضعوا الأناشيد أرادوا الجدل بذلك، مع أنهم - كأكثر الشعراء - لم يكترثوا لموضوعات الأناشيد إلا قليلا لا ريب، فكانوا يضحون مختارين بالرأي في سبيل خيال أو وصف.
إذن، تبدو الأناشيد الآرية متموجة بين أشد المبادئ الدينية اختلافا، فتجد فيها عبادة قوى الطبيعة، وتجد فيها وحدة الوجود، وتجد فيها الشرك، وتجد فيها التوحيد.
अज्ञात पृष्ठ