75

हदाइक अनवार

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

अन्वेषक

محمد غسان نصوح عزقول

प्रकाशक

دار المنهاج

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٩ هـ

प्रकाशक स्थान

جدة

وأفضل موضع في (مكّة): (الكعبة)، ثمّ (المسجد)، ثمّ (دار خديجة) ﵂، لأنّه أقام فيها نحو ثمانية وعشرين عاما. وما أحسن قول القاضي عياض- رحمه الله تعالى- في وصف تلك الرّياض- أعني (مكّة والمدينة) -: (وجدير بمواطن عمّرت بالوحي والتّنزيل، وتردّد في عرصاتها «١» جبريل، وعرجت منها الملائكة والرّوح، وضجّت فيها بالتّقديس والتّسبيح، [وانتشر عنها من دين الله وسنّة رسوله ما انتشر]، مدارس وآيات، ومشاهد الفضل والخيرات، ومعاهد البراهين والمعجزات، ومناسك الدّين، ومواقف سيّد المرسلين، حيث انفجرت النّبوّة/ والرّسالة، وفاض عبابها «٢»، وأوّل أرض مسّ جلد المصطفى ترابها؛ أن تعظّم عرصاتها، وتتنسّم «٣» نفحاتها، وتقبّل ربوعها وجدرانها) «٤» . وقال القاضي عياض- رحمه الله تعالى- في معنى ذلك شعرا، [من الكامل] «٥»: يا دار خير المرسلين ومن به ... هدي الأنام وخصّ بالآيات

(١) العرصات: (جمع عرصة)؛ وهي كلّ موضع واسع لا بناء فيه. (أنصاريّ) . (٢) العباب: كثرة الماء والسّيل. (٣) تنسّم: طلب النّسيم واستنشقه. (أنصاريّ) . (٤) الشّفا، ج ٢/ ١٣٢- ١٣٣. (٥) وروي أنّ القاضي عياضا- رحمه الله تعالى- لم يحج ولم يزره ﷺ، فقال هذه الأبيات متحسّرا.

1 / 86