196

Grammatical Issues in the Book of Al-Tawdih for the Explanation of Al-Jami' Al-Sahih

المسائل النحوية في كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح

शैलियों

مسألة
لام الابتداء في خبر (إنَّ) و(أنَّ) المشدَّدتين
في قول أبي سفيان: "إنه لَيَخافُه ملِكُ بني الأصفر" (١).
قال ابن الملقن:
"قوله: (إنه ليخافه ملك بني الأصفر)، هو بكسر الهمزة، ويجوز -على ضعف- فتحُها؛ على أنه مفعولٌ من أجله. قال القاضي: ضَعُفَ الفتح لوجود اللام في الخبر، لكن جوَّزه بعضُ النحاة، وقد قرئ شاذًّا: ﴿إِلَّا أنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ﴾ (٢)، بالفتح في (أنهم) " (٣).
بيان المسألة:
ذكر ابن الملقن أن بعض النحاة جوَّزوا فتح همزة (إن) مع وجود اللام في خبرها، وبيان ذلك فيما يلي:
المشهور عند النحويين أن همزة (إن) تُكسر إذا كان في خبرها اللام، وعلةُ ذلك أن اللام لام ابتداء مؤكِّدة، و(إنَّ) للتوكيد، فاجتمع توكيدان في أول الكلام.
وأما كون (إن) مكسورة الهمزة، فيجتمع توكيدان؛ فلأن اللام تمنع ما قبلها أن يعمل فيما بعدها، فأبقت (إن) مكسورة، وذلك مثل: (علمتُ لإنَّ زيدًا قائم)، فمنعت الفعل أن يعمل في (إن)، فأبقتها مكسورة الهمزة.
ولئلا يجتمع توكيدان في أول الكلام جُعلت اللام في الخبر (٤).
ومثل ذلك قولُ الشاعر:
أَلَمْ تَرَ إِنِّي وابْنَ أَسْوَدَ لَيْلَةً ... لَنَسْرِي إِلى نَارَيْنِ يَعْلُو سَنَاهُمَا (٥)
أما إن كان السياق في موضع التعليل؛ فيجوز في (إن) الفتحُ والكسر.

(١) صحيح البخاري ٦/ ٣٥، باب قل: ﴿قُل يَاأَهلَ الكِتَابِ تَعَالَوا إِلَى كَلِمَة سَوَاءِ بَينَنَا وَبَينَكُم أَلَّا نَعبُدَ إِلَّا اللَّهَ﴾ [آل عمران: ٦٤].
(٢) الفرقان: ٢٠.
(٣) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٢/ ٤٠٦.
(٤) المقتضب ٢/ ٣٢٤، الأصول في النحو ١/ ٢٦٢، اللامات ١/ ٧٧، علل النحو ١/ ٤٤٧.
(٥) البيت من الطويل، بلا نسبة في: الكتاب ٣/ ٢٢٠، شرح أبيات سيبويه ٢/ ١٣٧، شرح الكافية الشافية ١/ ٢٨٤.

1 / 196