147

Grammatical Issues in the Book of Al-Tawdih for the Explanation of Al-Jami' Al-Sahih

المسائل النحوية في كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح

शैलियों

مسألة
مجيء (في) لغير الظرفية
في قوله ﵇: "والحُبُّ في الله، والبغضُ في الله؛ من الإيمان" (١).
قال ابن الملقن:
" (البغض في الله والحب في الله من الإيمان)، (في) هنا للسببية، أي: بسبب طاعة الله ومعصيته، كقوله ﵇: "في النفس المؤمنةِ مائةٌ من الإبل"، وكقوله في التي حبَست الهرةَ: (فدخَلت النار فيها)، أي: بسببها، وأصلُ (في) للظرفية" (٢).
بيان المسألة:
ذكر ابن الملقن أن (في) أصلُها للظرفية، وجاءت في هذا الحديث بمعنى السببية، وبيان ذلك فيما يلي:
ذهب البصريون إلى أن (في) أصلُها للظرفية حقيقةً أو مجازًا، ولا يُثبتون غير ذلك (٣)، فالحقيقةُ في مثل قوله تعالى: ﴿فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ (٤)، وأما المجازُ ففي مثل قوله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُوْلِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (٥).
وذهب الكوفيون (٦)، وكذا ابنُ قتيبة (٧) وابنُ مالك (٨) إلى أن (في) قد تخرجُ عن أصل وَضْعِها -وهو الظرفيةُ- إلى غيره، وأنَّ مما تخرجُ إليه التعليلَ مثلًا، فيكون المعنى في الحديث السابق: البغضُ بسبب معصية الله، والحبُّ بسبب طاعة الله؛ من الإيمان (٩).
وكذا في الحديث الذي أورده ابنُ الملقن عن النبي ﷺ: "في النفس المؤمنةِ مائةٌ من

(١) صحيح البخاري ١/ ١٠، باب قول النبي ﷺ (بني الإسلام على خمس).
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٢/ ٤٤٤.
(٣) الكتاب ٢/ ٢١٤، ارتشاف الضرب ٤/ ١٧٢٥، الجنى الداني ٢٥٠، همع الهوامع ٢/ ٤٤٦.
(٤) الروم: ٣ - ٤.
(٥) البقرة: ١٧٩.
(٦) معاني القرآن للفراء ٣/ ٢٢، ارتشاف الضرب ٤/ ١٧٢٥، همع الهوامع ٢/ ٤٤٦.
(٧) أدب الكاتب ٥٠٦.
(٨) شرح الكافية الشافية ٢/ ٧٩٥، شرح التسهيل ٣/ ١٥٥.
(٩) المنتقى شرح الموطأ ٧/ ٢٧٣، عمدة القاري ١/ ١١٢.

1 / 147