Good Character in the Light of the Qur'an and Sunnah
الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة
प्रकाशक
مطبعة سفير
प्रकाशक स्थान
الرياض
शैलियों
المبحث الرابع عشر: الاستقامة
الاستقامة: كلمة جامعة تشمل الدين كله، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ (١). وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (٢)، وقال تعالى للنبي ﷺ: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (٣).
وعن سفيان بن عبد اللَّه ﵁ قال: قلت: يا رسول اللَّه، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك؟ قال: «قل: آمنت باللَّه، ثم استقم» (٤).
والمطلوب من العبد المسلم وخاصة الدعاة إلى اللَّه: الاستقامة، وهي السداد؛ فإن لم يقدر فالمقاربة، فإن نزل عن المقاربة فلم يبق إلا التفريط والضياع.
فعن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «سدِّدوا وقارِبوا، واعلموا أنه لن ينجوَ أحدٌ منكم بعمله»، قالوا: ولا أنت يا رسول اللَّه؟ قال: «ولا أنا، إلاّ أن يتغمدنيَ اللَّه برحمةٍ منه وفضل» (٥).
فجمع هذا الحديث مقامات الدين كلها، فأمر بالاستقامة، وهي:
_________
(١) سورة فصلت، الآية: ٣٠.
(٢) سورة الأحقاف، الآيتان: ١٣ - ١٤.
(٣) سورة هود، الآية: ١١٢.
(٤) مسلم، في كتاب الإيمان، باب جامع أوصاف الإسلام، برقم ٣٨.
(٥) مسلم، في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب لن يدخل الجنة أحد بعمله بل برحمة الله، برقم ٢٨١٦.
1 / 81