घुरार अखबार
غرر الأخبار و درر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار(ع)
शैलियों
- وكانت أزين نساء قريش- وقالت له وهو يعمل بمسحاته في بعض حيطان فدك:
يا بن أبي طالب، هل لك في الراحة والخدمة والنعمة والرحمة وطوع الخلق كلهم لك؟
فقال: «من أنت حتى أخطبك من أهلك؟».
فقالت: أنا الدنيا. فقال لها (عليه السلام): «إليك عني يا دنيا، ليس لي في زواجك من رغبة، ولا لي إليك حاجة، قد طلقتك ثلاثة لا رجعة لي فيك».
قالت له: إذا قلت ذلك فلأذلنك ولأذلن شيعتك.
فهذا دليل على أنه غني عنها، وقد ظهرت آثار ذلك عليه، فإنه لما ملك بعد عثمان كان يقال له: يا أمير المؤمنين، إن بيت المال قد ملئ، فيأتي إليه فيخرج فيه فيكومه كومة ذهب وكومة فضة، ثم يقول: «يا صفراء ويا بيضاء غري غيري» (1)، إلى غير ذلك من أقواله (والروايات عنه) (2) فهو غني عنها وعن أهلها.
وتنزههم (3) عن الصدقة فقال تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) (4) الآية، فلم يجعل سبحانه وتعالى له منها سهما ولا لرسوله ولا لذي القربى، لقول النبي: «إن هذه الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد»، فإذا كانت كذلك فبين بذلك فضلهم لارتفاعهم وتنزههم عن ذلك.
وأما أيتامهم ومساكينهم وابن سبيلهم فتحل لهم الصدقات إذا لم يحصل لهم الخمس؛ وأما آل محمد المعصومين فلا تحل الصدقة مطلقا، لأن لهم الصبر وليس
पृष्ठ 292