كتابة زعموا انها خط علي بن أبي طالب (عليه السلام) وفي غربي البلد في سفح جبل جوشن قبر المحسن بن الحسين يزعمون انه سقط لما جيء بالسبي من العراق ليحمل إلى دمشق، أو طفل كان معهم بحلب فدفن هنا لك، وبالقرب منه مشهد مليح العمارة تعصب الحلبيون، وبنوه أحكم بناء، وأنفقوا عليه أموالا، يزعمون أنهم رأوا عليا (عليه السلام) في المنام في ذلك المكان. (1)
هكذا استمر التشيع في حلب رفيع البناء، لم يقلعه تلك الهزات العنيفة، ولم تقوضه تلك العواصف الشديدة، إلى أن أفتى الشيخ نوح الحنفي (2) بكفر الشيعة واستباحة دمائهم وأموالهم، تابوا أو لم يتوبوا، فزحفوا على شيعة «حلب» وأبادوا منهم أربعين ألفا أو يزيدون، وانتهبت أموالهم، وأخرج الباقون منهم من ديارهم إلى «نبل» و«النغاولة» و«أم العمد» و«الدلبوز» و«الفوعة» وغيرها من القرى، واختبأ التشيع في أطراف حلب في هذه القرى والبلدان.
9- هاجم الأمير ملحم بن الأمير حيدر، بسبب هذه الفتوى جبل عامل عام 1048 فانتهك الحرمات واستباح المحرمات يوم وقعة قرية «أنصار» فلا تسئل عما أراق من دماء، واستلب من أموال، وانتهك من حريم، فقد قتل ألفا وخمس مائة، وأسر ألفا وأربع مائة، فلم يرجعوا حتى هلك في الكنيف ببيروت.
فيا لله من هذه الجرأة الكبرى على النفوس والأعراض، ومن تلك الفتيا، التي غررت بأولئك على تلك الفظائع والجرائم. (3)
10- ولم يكن ذلك الفتك الذريع أول تصفية جسدية للشيعة، بل صبت عليهم قوارع في دار الخلافة، قبل قرنين بالوحشية التامة يندي لها جئن الإنسانية. فقد قتل السلطان سليم في الاناضول وحدها أربعين ألفا، وقيل سبعين لا لشيء إلا انهم شيعة، ومن جراء ذلك غادرت شيعة أهل البيت المراكز، نازلين الكهوف، والمناطق الجبلية،
पृष्ठ 11