86
وكتم إسلامه من أبيه وأمه، فدخل رسول الله مكة عام الفتح فأظهر إسلامه ولقي النبي فرحب به وشهد مع رسول الله حنينا والطائف، فأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير وأربعين أوقية، وكان هو وأبوه من المؤلفة
87
قلوبهم ثم حسن إسلامهما، وكان أحد الكتاب لرسول الله، ولما بعث أبو بكر الجيوش إلى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد بن أبي سفيان، فلما مات يزيد استخلفه على عمله بالشام - دمشق - وأقره عمر مكان أخيه، فلم يزل واليا لعمر حتى قتل عمر، ثم ولاه عثمان بن عفان ذلك العمل وجمع له الشام كلها حتى قتل عثمان فكانت ولايته على الشام عشرين سنة أميرا، ثم بويع له بالخلافة واجتمع عليه بعد علي بن أبي طالب فلم يزل خليفة عشرين سنة حتى مات بدمشق ليلة الخميس للنصف من رجب سنة ستين وهو يومئذ ابن ثمان وسبعين سنة، ولي معاوية دمشق أربع سنين من خلافة عمر، واثنتي عشرة من خلافة عثمان مع ما أضاف إليه من باقي الشام، وأربع سنين تقريبا من خلافة علي، وستة أشهر من خلافة الحسن بن علي، وسلم إليه الخلافة سنة إحدى وأربعين.
وكان من الموصوفين بالدهاء والحلم، وذكروا أن عمر بن الخطاب لما دخل الشام فرأى معاوية قال: هذا كسرى العرب، ولما حضرته الوفاة أوصى أن يكفن في قميص كان رسول الله كساه إياه، وأن يجعل مما يلي جسده، وكان عنده قلامة أظفار رسول الله فأوصى أن تسحق وتجعل في عينيه وفمه، وقال: افعلوا ذلك في وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين، ولما نزل به الموت قال: ليتني كنت من قريش بذي طوى
88
وإني لم آل
89
من هذا الأمر شيئا، وولد له عبد الرحمن ويزيد وعبد الله وهند ورملة وصفية. •••
قال الزبير بن العوام في ترقيص ابنه عبد الله
अज्ञात पृष्ठ