صلى الله عليه وسلم
وقال له: لا تبت الليلة على فراشك، فنجاه الله تعالى من مكرهم وأمره بالهجرة، فعمل على الخلاص ليلا حتى وصل إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب، فقدم به الدليل قباء يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، فنزل النبي
صلى الله عليه وسلم
على سعد بن خيثمة، ونزل أبو بكر على خبيب بن إساف بالسنح، وقيل: نزل على خارجة بن زيد أخي بني الحارث بن الخزرج، وأما علي فإنه لما فرغ مما أمره النبي به هاجر إلى المدينة، وكان يسير الليل ويكمن بالنهار حتى قدم المدينة وقد تفطرت قدماه، فأتاه النبي واعتنقه وبكى رحمة له لما بقدميه من الورم، وفي اليوم الذي نزل فيه من قباء
24
في بني سالم في بطن واد لهم، أدركت رسول الله الجمعة فصلاها في المسجد الذي ببطن الوادي، وكانت أول جمعة صلاها بالمدينة، واختلف العلماء في مقامه بمكة بعد أن أوحي إليه؛ فقال أنس وابن عباس: إنه أقام بمكة عشر سنين، وقيل: أقام ثلاث عشرة سنة، وكلاهما صحيح؛ فإن النبي بقي ثلاث سنين يسر الدعوة قبل عشر السنين.
وبنى
صلى الله عليه وسلم
في السنة الأولى من الهجرة مسجده بالمدينة حيث بركت ناقته لما دخلها، وكان هذا المكان لغلامين يتيمين هما: سهل وسهيل ابنا عمرو من بني النجار فأرضاهما معاذ بن عفراء من ثمنه عن ثمنه، فبنى المسجد، وكان
صلى الله عليه وسلم
अज्ञात पृष्ठ