بأن تدفن ليلا ولا يصلي عليها أحد من أمة أبيها إلا من سمته.
فلو لم يكن في الإسلام مصيبة ولا على أهله عار ولا شنار (1) ولا حجة فيه لمخالف لدين الإسلام إلا ما لحق فاطمة(ع)حتى مضت (2) غضبى على أمة أبيها ودعاها ما فعل بها إلى الوصية بأن لا يصلي عليها أحد منهم فضلا عما سوى ذلك لكان عظيما فظيعا منبها لأهل الغفلة إلا من قد طبع الله على قلبه وأعماه لا ينكر ذلك ولا يستعظمه ولا يراه شيئا بل يزكي المضطهد لها (3) إلى هذه الحالة ويفضله عليها وعلى بعلها وولدها ويعظم شأنه عليهم ويرى أن الذي فعل بها هو الحق ويعده من محاسنه وأن الفاعل له بفعله إياه من أفضل الأمة بعد رسول الله(ص)وقد قال الله عز وجل- فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور (4). فالعمى يستمر على أعداء آل محمد(ص)وظالميهم والموالين لهم إلى يوم الكشف الذي قال الله عز وجل- لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد (5) و يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار (6). ثم أعجب من هذا ادعاء هؤلاء الصم العمي أنه ليس في القرآن علم كل شيء من صغير الفرائض وكبيرها ودقيق الأحكام والسنن وجليلها وأنهم لما لم
पृष्ठ 48