أصاب ركاب ( 52 ) بجهالات خباط عشوات لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعض على العلم بضري قاطع فيغنم يذروا الرواية ذرو الريح الهشيم ننكى منه الدماء و يستحل بقضائه الفرج الحرام ولا ملي والله بإصدار ما ورد عليه ولا هو أهل لما فرط به أولئك الذين حلت عليهم المثلات وحقت عليهم النياحة والبكاء أيان حياة الدنيا وقال علي إذا سمعتم العلم فاكظموا عليه ولا تخلطوه بهزل تمجه القلوب وقال بعض السلف من ضحك ضحكة مج من العلم مجة وكتب سلمان الفارسي إلى أبي الدرداء وكان قد أخى بينهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يا أخي يلغني أنك قعدت طبيبا تداوي المرضى فإن كنت طبيبا فتكلم فإن كلامك شفاء وأن كنت متطببا فالله الله لا تقتل مسلما فكان أبو الدرداء يتوقف بعد ذلك إذا سأل وقال الحسن محدثان أحدثا في الإسلام رجل ذو رأي سوء زعم أن الجنة لمن رأى مثل رأيه ومترف يعبد الدنيا لها يغضب ولها يرضى وإياها يطلب فارفضوهما إلى النار وقد روى عن ابن مسعود موقوفا ومسندا أنه قال إنهما اثنان الكلام والهدى فأحسن الكلام كلام الله تعالى وأحسن الهدى هدى محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلا وإياكم ومحدثات الأمور فإن شر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة إلا لا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم ألا أن كلاما هوات قريب إلا أ، العبيد ما ليس بآت وفي خطبة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وانفق من مال اكتسبه من عير معصية وخالط أهل الفقه والحكمة وجانب أهل الذل والمعصية طوبى لمن ذل في نفسه ( 53 ) وحسنت خليقته وصلحت سريرته وعزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه وانفق الفضل من ماله وامسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم يعدها إلى بدعة وكان ابن مسعود يقول أحسن الهدى في آخر الزمان خير من كثير العمل وقال أنتم في زامن خيركم فيه المسارع إلى الأمور و سيأتي بعدكم زمان يكون خيركم المتثبت المتوفق لكثرة الشبهات وقال
(1/45)
أيضا أنتم اليوم في زمان الهوى فيه تابع للعلم وسيأتي عليكم زمان يكون العلم تابعا للهوى وقال حذيفة أعجب من هذا أن معروفكم اليوم منكر زمان قد مضى وأن منكركم معروف زمان قد أتى وإنكم لا تزالون بخير ما عرفتم الحق وكان العالم فيكم عير مستخف به ولما أحدث مروان المنبر في صلاة العيد عند المصلى قام ...
पृष्ठ 49