(1/22)
حدثني الربيع أن قوما من الخوارج بخرسان ظفروا فقتلوا وغنموا فلم يزالوا على ذلك حتى لقيهم جيش فقال لهم الذي يقودهم أنا قد أصبنا دماء وأموالا في مسيرنا هذا وقتالنا وإنما أصبناها برأي ولم نصبها بدين ونحن نرضى بحكم كتاب الله وبرأي المسلمين فيها ثم قوتلوا فقتلوا فبلغ ذلك أهل دينهم من خرسان فنظروا فيما أصابوا فإذا هو حرام فبرئ منهم بعض أهل دينهم إذا أصابوا الحرام وتولاهم قوم برضاهم بحكم كتاب الله ورأي المسلمين وقولهم وإنما أصبناها برأي فاختلفوا فردوا ذلك إلى أهل دينهم من أهل البصرة فاختلفوا عليهم أهل دينهم ( 26 ) من أهل البصرة فرضوا كلهم بأبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة رحمه الله فلما قصوا عليه القصة قال لهم أن كل من أصاب شيئا من دم أو مال برأي ولم يصبه بدين ثم رضى بحكم كتاب الله ورأي المسلمين لم يبرأ منه فرضى الفريقان بقوله وخرجوا جميعا على ولاية أصحابهم وبلغنا عن أبي عبيدة رحمه الله أنه قال السائل عما يسعه علمه مسلم والشاك هالك واخبرنا الربيع بن حبيب رحمه الله عن رجلين جارين له كان أبو عبيدة يعرفهما ناسكين فدعيا إلى الإسلام فدخلتهما وحشة من عثمان وعلي قال الربيع فأخبرت بذلك أبا عبيدة فقال لا بأس أنا يعني نفسه اخلعهما فتبرأ مني قوم على خلعي إياهما ما يقولان يا ربيع فيمن خلعني قال قلت يقولان أنه مسلم قال أبو عبيدة يهلكان قال قلت فإن قالا من خلعك هو هالك قال هما مسلمان كتاب العلم ومن السنة قيل عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية وطلبة عبادة والبحث عنه جهاد ومذاكرته تسبيح وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام وهو منار سبيل الجنة والأنيس في الوحدة والصاحب في الغربة بالعلم يعرف الله ويوحد ويطاع ويعبد وهو إمام العمل والعمل تابعه يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء وقيل أنه قال ( صلى الله عليه وسلم ) فضل العلم أحب إلى
पृष्ठ 24