هُمُ وَسَطٌ يَرْضَى الأنَامُ بحُكْمِهِمْ ... إذا نزلَتْ إحْدى الليالي بِمُعْظَمِ (١)
ومنه قيل للنبي صلى الله عليه وعلى آله: "هو أوْسَطُ قُرَيْش حسبا" (٢) وأصل هذا أن خير الأشياء أوساطها، وأن الغلو والتقصير مذمومان.
﴿لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ أي على الأمم المتقدمة لأنبيائهم.
١٤٤- ﴿شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ نحوه وقَصْدَه.
* * *
١٤٨- ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ﴾ أي: قبلة.
﴿هُوَ مُوَلِّيهَا﴾ أي: موليها وجهه. أي: مستقبلُها. يريد أن كل ذي مِلّة له قبلة.
* * *
١٥٠- ﴿لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ أي: إلا أن يحتج عليكم الظالمون بباطل من الحُجَج. وهو قول اليهود: كنت
_________
(١) يبدو أن ابن قتيبة نقل هذا البيت عن أستاذه الجاحظ، فقد أنشده غير منسوب في البيان والتبيين ٣/٢٢٥ وقال بعقبه: "يجعلون ذلك من قول الله ﵎: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وفيه "يرضى الإله" وهو تحريف مفسد للمعنى. والبيت بهذه الرواية منسوب لزهير في تفسير الطبري ٣/١٤٢ وتفسير القرطبي ٢/١٥٣ والبحر المحيط ١/٤١٨ والذي في ديوان زهير ٢٧ -:
لحي حلال يعصم الناس أمرهم ... إذا طرقت إحدى الليالي بمعظم
وقوله "بمعظم" أي بأمر عظيم.
(٢) اللسان ٩/٣٠٩.
1 / 65