﴿ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ﴾ أي ثم قبِلتم ذلك وأقررتم به.
﴿وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ على ذلك.
* * *
٨٥- ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾ وقد بينت معنى هذه الآية في المشكل (١) .
﴿تَظَاهَرُونَ﴾ تعاونون. والتَّظَاهُر: التعاون. ومنه قوله: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ﴾ (٢) أي تعاونا عليه. والله ظَهِير أي: عَوْن.
وأصل التَّظَاهُر من الظَّهْر. فكأنّ التَّظاهر: أن يجعل كُلُّ واحدٍ من الرجلين أو من القوم الآخَرَ له ظَهْرًا يَتَقَوَّى به ويَسْتَنِدُ إليه.
* * *
٨٧ - ﴿وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ﴾ أي: أتْبَعْناه بهم وأرْدَفْنَاه إيَّاهم وهو من القفا مأخوذ. ومنه يقال: قَفَوْتُ الرجلَ: إذا سرت في أثره.
* * *
٨٨- ﴿قُلُوبُنَا غُلْفٌ﴾ جمع أغْلَف. أي كأنّها في غِلاف لا تفهم عنك ولا تعقل شيئا مما تقول. وهو مثل قوله: ﴿قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ﴾ (٣) يقال: غَلَّفْتُ السيفَ: إذا جعلته في غلاف، فهو سيف أغْلَف. ومنه قيل لمن لم يُخْتَن: أغْلَف.
_________
(١) راجع تأويل مشكل القرآن ٢٨٨.
(٢) سورة التحريم ٤.
(٣) سورة فصلت ٥.
1 / 57