घरामिय्यत कैटुलस
غراميات كاتولوس: فطحل شعراء الغزل الرومان
शैलियों
فلئن تجد فيه نداء
فاسمك في صدره نداء،
ولئن تجد فيه ضياء
فاسمك في قلبه نور،
ولئن تجد فيه سناء
فاسمك في ذيله هلال.
مقدمة
كانت إحدى أمنياتي أن أتناول أشعار «كاتولوس»؛ ذلك المتغزل الروماني، وأعرف بها القارئ العربي. كانت أشعار هذا الشاعر الشاب تثير في شتى العواطف، فاتخذتها تارة عزائي وطورا غذائي. كانت بساطتها تعجبني، وطرافتها تسحرني، وندرتها تسبيني، ومضمونها يفتك بأعصابي فيطربني حينا وحينا يبكيني. وكثيرا ما كنت أتخيل كاتولوس هذا، كاتب تلك الأشعار الجميلة؛ فيصوره لي خيالي شابا مليح الوجه، واسع العينين، رضي النفس، طيب السريرة، عكس ما حملته لنا الكتب بين دفوفها في وصفه، ووصف دعارته وإدمانه على الشراب، ونعته بما قد يشتهي ولا يشتهي من ضروب الصفات.
لقد أحببت كاتولوس هذا من أشعاره، ولا أخالني مبالغا لو قلت إنني تمنيت الحياة في عصره؛ لأحظى بعشرته وأنعم بمجالسته وأستمتع بعذب حديثه.
فأي قسوة هذه قد قساها القدر يوم أن حكم على كاتولوس، ذلك الشاعر الحبيب، بالموت المبكر وهو في عنفوان الشباب؛ فحرمنا بذلك حلاوة أشعاره ومنعنا طلاوة غزلياته، وسلبنا هذا الروح الشاعري النادر، وذلك الفكر السليم الناضج وذاك العقل السديد المبدع! فلو أن كاتولوس قد عاش طويلا؛ فأي إلهام جديد كان سيتفتق عنه ذهنه؟ وأي إبداع مبتكر كانت الأجيال ستتمشدق به؟ وأي كنز من الشعر هذا الذي كنا سنحظى بقراءته اليوم؟
अज्ञात पृष्ठ