ويقال: إنها في المدة الأخيرة أصبحت محبوبة من أفراد الشعب، وأنها قد بدأت تضع أصبعها في كثير من الشئون المالية والحربية التي تهم المملكة بأسرها، كما أن سخاءها مع الفلاحين جعلهم يرحبون بها في كل مقاطعة تنزل بها.
تلك هي المرأة التي يتضخم نفوذها يوما بعد يوم في بلاد البلقان، حتى أصبحت تستحق لقب دي بومبادور.
ويكفي فخرا لها أنها أفلحت في المحافظة على حب الملك 14 عاما متتالية.
الملك إسكندر الصربي ودراجا ماشين
مقابلة بياريتز
في صيف عام من الأعوام كانت والدة الملك إسكندر الصربي تقيم في مدينة بياريتز، إحدى مصايف العظماء على ساحل فرنسا الجنوبي الغربي المسمى بالساحل الفضي، في قصر اسمه قصر ساشينو. وقد رأى الملك إسكندر أن يزورها في مصيفها؛ حتى ينسى مشاغل الملك الكثيرة فترة قصيرة.
فلما وصل إلى هناك لفت نظره جمال إحدى الوصيفات اللاتي يرافقن أمه، فلما سأل عن اسمها قيل له: إنها «دراجا ماشين». وقد أعجب الملك بشكلها إعجابا عظيما، ولم يخف ذلك الإعجاب عن والدته.
وفي ذات يوم كان الملك يستحم في البحر وكانت دراجا واقفة مع بعض صديقاتها عند الشاطئ، وكان البحر مضطربا في ذلك اليوم، والملك لا يتقن السباحة؛ فما لبث أن أشرف على الغرق، ولما لحظت دراجا أنه يغالب الأمواج، وكانت تراقبه بنظراتها من الشاطئ ، اندفعت إلى البحر مسرعة تحاول إنقاذه قدر استطاعتها. وكانت تبذل مجهودا عظيما في ذلك جعل جميع المجتمعين على الشاطئ يعجبون بها ويتساءلون عنها، وقد تمكنت في النهاية من إنقاذ الملك؛ فأسرته بجميلها وإخلاصها بعد أن أسرته بجمالها في بادئ الأمر.
ماضي دراجا
وعلى الرغم من أن دراجا كانت تكبر الملك بتسع سنوات، إلا أنها كانت تبدو لمن يراها أصغر سنا منه بكثير، وكانت قد تزوجت قبل ذلك ثم مات زوجها، فأبت أن تتزوج ثانية؛ لأن سوء الطالع قد أوقعها عند زواجها الأول بين براثن رجل سيئ الخلق، حاد الطباع، أساء معاملتها حتى مات وتركها دون أن يخلف لها غير مبلغ صغير من المال.
अज्ञात पृष्ठ