गांधी आत्मकथा: मेरे सत्य के प्रयोगों की कहानी

मुहम्मद इब्राहिम सैयद d. 1450 AH
89

गांधी आत्मकथा: मेरे सत्य के प्रयोगों की कहानी

غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة

शैलियों

رايشاندباي

ذكرت في الفصل السابق أن البحر كان مضطربا في ميناء بومباي، وهو أمر كثيرا ما يحدث في بحر العرب في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز. وكان البحر متلاطم الأمواج طوال الطريق من ميناء عدن. عانى جميع الركاب تقريبا دوار البحر ما عداي. فقد كنت على ظهر السفينة أراقب الموج العاصف، وأستمتع برذاذ الأمواج. في وقت الإفطار، كنت أجد واحدا أو اثنين فقط من الركاب يتناولون عصيدة الشوفان المجروش ويمسكون الأطباق بحذر خشية أن تنسكب العصيدة.

كانت هذه العاصفة الخارجية رمزا للعاصفة التي اجتاحتني من الداخل، ويمكنني القول: إن تلك العاصفة الداخلية عجزت عن زعزعتي، وهو ما عجزت عنه العاصفة الخارجية أيضا. فقد كان علي مواجهة الطائفة، وكان هناك مشكلة البدء في ممارسة المحاماة، التي سبق أن أشرت إلى عجزي عنها. ونظرا لولعي بالإصلاح وممارستي لدور المصلح، ألقيت على كاهلي أعباء ثقيلة لإنجاز بعض الإصلاحات. لكن هذا لم يكن كل شيء، فلقد كان القدر يخبئ لي في جعبته أحداثا تخطت جميع توقعاتي.

حضر أخي لاستقبالي على رصيف الميناء، فتعرف إلى الطبيب ميهتا وأخيه الأكبر. أصر الدكتور ميهتا على استضافتي في منزله، فذهبنا جميعا إلى هناك. وهكذا، استمرت الصداقة التي بدأت في إنجلترا وتطورت حتى صارت صداقة دائمة بين العائلتين.

كنت أتوق بشدة لرؤية والدتي، ولم أكن أعلم أنها قد فارقت الحياة ولن تستطيع أن تحتضنني بين ذراعيها وتضمني إلى صدرها مرة أخرى. قمت بالاغتسال

1

عند سماعي الخبر. وكان أخي قد أخفى عني خبر الوفاة التي وقعت أثناء إقامتي بإنجلترا حرصا منه على ألا أعاني ويلات تلك الفاجعة وأنا بعيد عن الوطن. على كل حال، كان وقع الخبر علي شديدا، لكن من الأفضل ألا أسهب في الحديث عن هذه الحادثة، فقد كان حزني على وفاة والدتي أشد منه على وفاة والدي، حيث تبددت أغلب آمالي الغالية، غير أنني أذكر أني لم أتماد في التعبير عن حزني إلى الحد الذي يخرجني عن الوقار. واستطعت أن أكتم دموعي وأحزاني وأن أمارس حياتي كأن شيئا لم يكن.

قدمني الدكتور ميهتا إلى العديد من الأصدقاء ، من ضمنهم أخيه شري ريفاشانكار جاجيفان الذي نشأت بيني وبينه صداقة استمرت مدى الحياة. ومن أهم من قدمني إليهم الدكتور ميهتا هو الشاعر رايشاند أو راجشاندرا، وهو صهر أحد إخوة الطبيب ميهتا الكبار وشريك في شركة تجارة الجواهر التي كانت تحمل اسم ريفاشانكار جاجيفان. لم يكن رايشاند قد تجاوز الخامسة والعشرين من عمره آنذاك، لكنني كنت على قناعة تامة منذ أول لقاء لنا أنه رجل ذو شخصية عظيمة وعلم واسع. وكان يعرف باسم «شاتافاداني» (من يمتلك ملكة تذكر الكثير من الأشياء في وقت واحد)، واقترح علي الدكتور ميهتا أن أختبر بعض مهارات الذاكرة التي يتمتع بها، فتحدثت مستنفدا جميع ما لدي من مفردات في جميع اللغات الأوروبية التي أعرفها، ثم طلبت من رايشاند أن يكررها، وكان من المذهل حقا أنه أعادها بنفس الترتيب الذي تلوتها به. لقد غبطته على موهبته لكن دون الافتتان بها. كان ما أذهلني حقا هو إلمامه الواسع بالكتب المقدسة وشخصيته النقية وعاطفته المتوهجة لتحقيق الذات. وقد اكتشفت فيما بعد أن هدفه الأوحد في الحياة كان تحقيق الذات. كان دائما ما يردد الأبيات التالية للحكيم موكتاناند:

لن أعتبر نفسي مباركا حتى أراه في كل أفعالي اليومية،

حقا إنه الخيط الذي يدعم حياة موكتاناند.

अज्ञात पृष्ठ