गांधी आत्मकथा: मेरे सत्य के प्रयोगों की कहानी
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
शैलियों
قاطعني أخي قائلا: «إن والدي لم يمل إلى كلية الطب قط، وكان يعنيك عندما قال إن أتباع فيشنو لا ينبغي أن يكون لهم شأن بتشريح جثث الأموات. فقد كان والدي يريدك أن تصبح محاميا.»
تدخل جوشي جي قائلا: «أنا لا أعارض الطب كما كان يفعل والدك، فلا تتعارض تعاليم ديننا مع الطب، لكني أرى أن الطب لن يهيئك لوظيفة ديوان وهو المنصب الذي أريد أن تشغله، بل أن تشغل منصبا أفضل إن أمكن، وبهذه الطريقة وحدها يمكنك أن تحمي عائلتك الكبيرة. إن الأحوال تتغير بسرعة مع مرور الأيام، والظروف تصبح أكثر قسوة يوما بعد يوم.» ثم توجه بالحديث إلى والدتي قائلا: «يجب أن أنصرف الآن. فكري فيما أخبرتك به. أتوقع أن أسمع منكم في المرة القادمة عن استعدادات الرحيل إلى إنجلترا. لا تترددي في التحدث إلي إذا ما احتجت إلى أي مساعدة.»
ثم رحل جوشي جي، وبدأت أسبح في بحور الخيال.
وانشغل أخي الأكبر في التفكير، فكيف سيدبر المال اللازم لدراستي؟ وهل من الحصافة منح الثقة إلى شاب مثلي وتركه يذهب إلى الخارج بمفرده؟
كانت والدتي مضطربة الفكر، فلم تحبذ فكرة مفارقتي لها. وهكذا، حاولت والدتي أن تؤخر سفري قائلة: «إن عمك هو الآن كبير العائلة، ويجب علينا استشارته أولا. وسندرس الأمر إذا ما وافق.»
كان لدى أخي فكرة أخرى. فقال لي: «يمكن أن نلجأ إلى ولاية بورباندار. إن السيد ليلي هو المدير، ويحترم عائلتنا ويقدر عمي، ويمكنه أن يوصي بمساعدة الولاية في تعليمك في إنجلترا.»
أعجبتني فكرة أخي، واستعددت للرحيل إلى بورباندار. لم تكن هناك آنذاك سكك حديدية، فكانت الرحلة تستغرق خمسة أيام باستخدام عربة يجرها الثور. ولقد ذكرت سابقا أنني كنت أتسم بالجبن، ولكن ذلك الجبن قد زال أمام رغبتي العارمة في الذهاب إلى إنجلترا. استأجرت عربة إلى دوراجي، ومن هناك امتطيت ناقة إلى بورباندار كي أوفر يوما من السفر. وكانت هذه هي المرة الأولى التي أمتطي فيها ناقة.
وصلت أخيرا إلى بورباندار، فحييت عمي ثم أخبرته بالأمر. ففكر مليا ثم قال لي: «لا أعلم ما إذا كان من الممكن أن يمكث المرء في إنجلترا دون الإخلال بتعاليم دينه؛ فالأمور التي سمعتها، خلفت لدي الشكوك. فعندما أقابل كبار المحامين هؤلاء، لا أجد أي فرق بين حياتهم وحياة الأوروبيين، فهم لا يتقيدون بقيد فيما يأكلونه، ولا تفارق السجائر أفواههم. وهم يلبسون مثلما يلبس الإنجليز دون خجل. وكل ذلك لن يتماشى مع تقاليد العائلة. سوف أذهب قريبا في رحلة حج وليس في العمر الكثير لأحياه، فكيف أعطيك إذنا بالذهاب إلى إنجلترا وبأن تعبر البحار وأنا على أعتاب الموت؟
على كل حال، لن أعترض طريقك، إن رأي والدتك هو الفيصل في هذا الأمر، فإذا وافقت على سفرك فلترحل، مع تمنياتي لك بالتوفيق. أخبرها أنني لن أعارض سفرك، وأنني سأباركه.» فأجبته قائلا: «لم أكن آمل في أكثر من ذلك يا عمي. سأحاول الآن إقناع والدتي، ولكن ألن تزكيني لدى السيد ليلي؟»
أجابني عمي: «وكيف لي أن أفعل ذلك؟ عل كل حال، السيد ليلي رجل صالح. فاذهب واطلب مقابلته، وأنا على يقين أنه سيلبي طلبك، ويمكن أن يساعدك.»
अज्ञात पृष्ठ