गांधी आत्मकथा: मेरे सत्य के प्रयोगों की कहानी
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
शैलियों
لقد ذهل السيد عبد الله إلى حد بعيد عند سماعه فكرة إجراء التسوية، حينها كنت قد قضيت في دربان ما يقرب من ستة أو سبعة أيام، فكان كل منا يعرف الآخر ويفهمه، فلم أعد في نظره «الشخص المترف عديم القيمة». فأجابني: «حسنا ... لا يوجد ما هو خير من تسوية النزاع دون اللجوء إلى القضاء، لكننا أقرباء ويعرف كل منا الآخر حق المعرفة، فالسيد طيب ليس ممن يوافقون على التسوية بسهولة، فسوف يستغل أقل غفلة من جانبنا لينتزع منا كل شيء، ثم يخدعنا في النهاية. لذلك أنصحك بالتفكير مليا قبل أن تتخذ أي قرار.»
فأجبته: «لا تقلق، لن أتحدث إلى السيد طيب أو إلى أي شخص آخر عن القضية، كل ما سأفعله هو أن أقترح عليه أن نتوصل إلى اتفاق، وبهذا نوفر الكثير من الدعاوى والمقاضاة غير الضرورية.»
رحلت عن دربان في اليوم السابع أو الثامن من وصولي إلى جنوب أفريقيا، وكان السيد عبد الله قد حجز لي مقعدا في الدرجة الأولى، وكانت تضاف خمسة شلنات في حالة الرغبة في الحصول على بطانية، وأصر السيد عبد الله على أن أحجز تذكرة تشتمل على غطاء، لكنني رفضت بدافع العناد والاعتزاز بالنفس، بالإضافة إلى توفير الخمسة شلنات. وحذرني السيد عبد الله فقال لي: «انتبه الآن، هذه ليست الهند، والحمد للإله أننا نمتلك المال الوفير، أرجو منك ألا تبخل على نفسك بأي شيء قد تحتاجه.»
فشكرته وطلبت منه ألا يقلق حيال ذلك.
وصل القطار إلى مارتزبرج، عاصمة ناتال، في التاسعة مساء. وكانت الأغطية تقدم إلى الركاب في هذه المحطة، فأتاني أحد العاملين بالخدمة في السكة الحديدية وسألني إذا كنت أرغب في فراش، فأجبته: «شكرا، لدي غطاء.» فرحل العامل. ثم جاء أحد الركاب وتفحصني، فانزعج عندما رأى أنني «ملون». خرج الراكب ثم عاد ومعه واحد أو اثنان من موظفي القطار، لزموا جميعا الصمت في حين أتاني موظف آخر وقال لي: «تعال معي، يجب أن تذهب إلى العربة المخصصة للملونين.»
فرددت قائلا: «لكنني أمتلك تذكرة بالدرجة الأولى.»
فاستطرد الآخر: «هذا لا يهم، يجب أن تذهب إلى عربة الملونين.» - «وأنا أخبرك بأنه سمح لي بالسفر في هذه المقصورة في دربان، وأنا أصر على تكملة الرحلة بها.»
فقال الموظف: «لا، لن تفعل. يجب أن ترحل عن هذه المقصورة أو سأضطر إلى استدعاء الشرطة لتلقي بك إلى الخارج.» - «إذن استدع الشرطة، فأنا أرفض الخضوع والخروج طوعا.»
جاء الشرطي وأخذني من يدي ودفعني وأمتعتي إلى خارج المقصورة، فرفضت الانتقال إلى العربة الأخرى، وانطلق القطار. ذهبت للجلوس في غرفة الانتظار ممسكا بحقيبة يدي وتاركا بقية أمتعتي حيث ألقيت، وقد تولت سلطات السكك الحديدية أمرها.
كنا في فصل الشتاء، وكان البرد قارسا في المناطق المرتفعة من جنوب أفريقيا، وكان الطقس في مارتزبرج زمهريرا؛ حيث تقع المدينة على ارتفاع شاهق، وكان معطفي في حقيبة الأمتعة، لكنني لم أجرؤ على طلبها خشية أن أتعرض للإهانة مجددا، فجلست وجسمي يرتجف من شدة البرد، وكانت الغرفة مظلمة والوقت قد دنا من منتصف الليل، فجاءني أحد الركاب وأعتقد أنه كان يريد تجاذب أطراف الحديث، لكنني لم أكن في مزاج يسمح بالكلام.
अज्ञात पृष्ठ