وما انتبه إلى نفسه حتى وقعت أشعة الشمس على عينيه وهو ينظر إلى مشرقها على غير انتباه، فخاف أن تستيقظ سلمى ولا تراه في الغرفة فتضطرب، فمشى نحو السلم فإذا بباب علية الرئيس قد فتح وخرج الرئيس وقد تزمل بعباءته، فاستقبله عامر بالتحية، فرد عليه بمثلها وقال: أراك مبكرا؟
قالت: خرجت أستنشق نسمات السحر.
قال: ظننتك رأيت رسول الخليفة. ألم تراه؟
فاختلج قلب عامر عند سماع اسم الخليفة وقال: لا لم أره، أين هو؟
قال: جاء مساء أمس وأنتم نيام فبات عندنا على أن يراك هذا الصباح.
قال: وأين هو يا سيدي؟
فنادى الرئيس أحد الرهبان وأمره أن يدعو الرسول.
ولم تمض برهة حتى رأى الرجل صاعدا، وحالما وقع عليه نظره عرف من برصه أنه شمر بن ذي الجوشن، فاستعاذ بالله من شره، وعلم أنه قدم لمخاطبته في شأن سلمى. •••
أما شمر فاستقبل عامرا باسما وقال له: هل تأذن لي في خلوة قصيرة؟
قال: تعال. ومشى به إلى جانب منعزل من جانب السطح، وقبل أن يصلا إلى المكان قال شمر: أظنك أدركت سبب مجيئي يا عامر؟
अज्ञात पृष्ठ