قال: ما ورائي إلا الخير، ما بالك في هذه الحال؟ هل جاءك أحد بخبر جديد؟
قالت: كيف تسألني عن حالي وأنت تعلم أن عبد الرحمن مسجون؟ هل علمت جديدا من أمره؟ وما سبب اضطرابك؟ قل ولا تطل السكوت.
قال: أما عبد الرحمن فقد علمت أنه حي في سجنه ولا خوف عليه الآن، وأما سبب اضطرابي فإني رأيت جوادا واقفا بباب الدير موسوما بلفظ «عدة» فعلمت أنه من خيل الحكومة، وخفت أن يكون قد جاءنا أحد من رجال يزيد يريد بنا سوءا؛ لأني صرت أحسب أشجار هذه الغوطة عيونا علينا.
فقالت: لقد نطقت بالصواب، وأنا أيضا أرى رأيك، فهل توافقني على الخروج من هذا الدير والاختفاء في مكان آخر؟
قال: نعم، ولكنني أخاف إذا خرجنا الساعة أن يكون صاحب ذلك الجواد في انتظارنا، فلنصبر قليلا.
فتذكرت سلمى حديث شمر فقالت: ربما كان هذا الفرس لذاك الرجل الأبرص.
قال: وما شأنه؟ هل جاء إلى الدير اليوم؟
قالت: نعم جاء وتطاول إلى ما يقصر عنه بنو أمية جميعهم.
فتعجب عامر وقال: وما تعنين؟ هل رأيته؟ وهل خاطبك في شأن ما؟
قالت: إنه جاء بعد خروجك هذا الصباح، وجعل يستعطفني ويسترضيني، ولما لم ير غير الإعراض خرج مغضبا وهددني بالوشاية بي إلى خليفته، وما زلت مذ خرج وأنا أفكر في هذا الأمر، فلم أر خيرا من الإسراع بمغادرة هذه البلاد.
अज्ञात पृष्ठ