رجعت إلى الفراش، وكان صباح؛ فاستفقت، فإذا بالجفاف يكاد يحرق فمي، شعرت بصداع شديد في رأسي. ذراعي كالخشبة قبح الله «الحصان الأبيض» وألحقه بأدباء اسكوتلندا.
لم أذق من الشراب إلا الماء والقهوة، وسنرجع إلى الماء والقهوة. إن ربك غفور رحيم.
بحر غير أحمر
سمي البحر الأحمر «أحمر»؛ لأن الحمرة تغلب على بعض بقاعه. بلى لقد ارتكبت غلطة يستفظعها علم المنطق؛ وهي أني فسرت لفظة أحمر بلفظة مشتقة من حمرة، وهذا في المنطق خطأ فاضح، كأن تسأل: لماذا سميت بريطانيا «عظمى»؟ فتجيب: لأنها عظيمة. أما إذا سألت هذا السؤال عن لبنان «الكبير» فتكون قد ارتكبت غلطتين فظيعتين؛ الأولى في علم المنطق، والثانية في علم آخر.
ولكن ما لنا وللمنطق؛ فقد قيل: «من تمنطق فقد تزندق.» إنما المهم أن تعلم أننا مررنا بما يسمونه البحر الأحمر، وحدقنا في مياهه طويلا، فكدنا نرى كل الألوان، من الأبيض إلى الأزرق الضارب إلى السواد، أو الأزرق الصافي. ولكننا لم نجد اللون الأحمر الذي من أجله سمي البحر أحمر.
صفعتان
في التاريخ صفعات تاريخية مشهورة، أذكر منها الصفعة التي لقيها النائب الألباني في مجلس المبعوثان من أحد كبار رجال الأتراك، ويقال إن النائب الألباني حين صفع قال: ستكلفكم هذه الصفعة ثمنا غاليا يا رجال الأتراك. وكانت اللطمة السبب العاجل في إشعال الثورة الألبانية، ثم انسلاخ تلك البلاد عن السلطنة العثمانية.
أقول إنها كانت السبب «العاجل» أو المباشر؛ فقط لأنني أعتقد أنه من الجهل أن تسفر حادثة تاريخية جلى بسبب تافه، كأن يقال إن سبب الحرب الكونية هو مقتل الأرشيدوق النمساوي.
شططنا عن موضوع «الصفعتين».
اليوم عيد الميلاد، وللإنكليز عادات خاصة بهذا اليوم العظيم، ولعل أغربها عادة التقبيل تحت شجرة الميسلتو، وهي عادة توارثوها من الأجيال الوسطى؛ إذ ينصبون يوم عيد الميلاد شجرة الميسلتو حتى إذا لقيت تحتها أي امرأة جاز لك أن تقبلها دون أن تستثير غضبها أو غضب رجلها.
अज्ञात पृष्ठ