Ghaayat al-Naf' fi Sharh Hadith 'Tamthil al-Mu'min bikhama al-Zar'
غاية النفع في شرح حديث «تمثيل المؤمن بخامة الزرع»
अन्वेषक
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
प्रकाशक
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
शैलियों
غاية النفع في شرح حديث "تمثيل المؤمن بخامة الزرع"
1 / 209
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين
خرَّج البخاري ومسلم (١) من حديث أبي هريرة" عن النبي ﷺ قال: «مَثلُ المُؤْمِنِ كَمَثلِ الخامَةِ مِنَ الزَّرعِ مِنْ حَيثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفأتْهَا؛ فَإِذَا اعْتدلت تكفأ بِالبَلاءِ. والفَاجِرُ كَالأرزة (٢) صَماء مُعتدِلَة حتَّى يقصمها الله إذا شاء» وهذا لفظ البخاري.
وخرَّجا (٣) أيضًا من حديث كعب بن مالك عن النبي ﷺ قال: " «مَثلُ المُؤْمِنِ كَالخَامَةِ مِنَ الزَّرعِ تفيؤُها الرِّيحُ مَرَّة وتَعدلها مَرَّة، وَمَثلُ المُنافِقِ كَالأرْزِة لا تَزالُ حَتّى يكونَ انْجِعافُها (٤) مرَّةً واحدةً».
وخرجه الإمام أحمد (٥) بمعناه من حديث جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ، وخرجه البزار من حديث أنس عن النبي ﷺ.
ففي هذه الأحاديث أن النبي ﷺ ضرب مثل المؤمن في إصابة البلاء لجسده بخامة الزرع التي (تفيئها الريح) (*) يمنة ويسرة. والخامة: الرطبة من النبات.
وَمَثَّل المنافق والفاجر بالأرزة وهي الشجرة العظيمة التي لا تحركها الرياح ولا تزعزعها حتى يرسل الله عليها ريحًا عاصفًا فتقتلعها من الأرض دفعة واحدة.
_________
(١) أخرجه البخاري (٥٦٤٤، ٧٤٦٦)، مسلم (٢٨٠٩).
(٢) الأرزة، بسكون الراء وفتحها: شجرة الأرز وهو خشب معروف. وقيل: هو الصنوبر. "النهاية" (١/ ٣٨).
(٣) أخرجه البخاري (٥٦٤٣)، ومسلم (٢٨١٠).
(٤) انجعافها: انقلاعها "اللسان" مادة: (جعف).
(٥) (٣/ ٤٥٤)، (٦/ ٣٨٦).
(*) تقلبها الرياح: "نسخة".
1 / 211
وقد قيل: إنها شجرة الصنوبر، قاله أبو عبيد وغيره. وقيل: إنها شجرة تشبه (شجر) (*) الصنوبر.
ففي هذا فضيلة عظيمة للمؤمن بابتلائه في الدُّنْيَا في جسده بأنواع البلاء.
وتمييز له عَلَى الفاجر والمنافق بأنه لا يصيبه البلاء حتى يموت بحاله فيلقى الله بذنوبه كلها فيستحق العقوبة عليها.
والنصوص في تكفير ذنوب المؤمن بالبلاء والمصائب كثيرة جدًّا.
ففي "الصحيحين" (١) عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: «مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا».
وفيهما (٢) أيضًا عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «مَا يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمُّ وَلَا حَزَنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غّمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكِهَا إِلَّا كَفِّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».
وفيهما (٣) أيضًا عن ابن مسعود عن النبي ﷺ قال: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَاتَ اللهُ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ».
وفي رواية: "يُصِيبُهُ أَذى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كَفّرَ اللهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا".
وخرج الإمام أحمد والنسائي والترمذي (٤) من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي ﷺ قال: "لاَ تَزَالُ الْبَلَايَا بِالْعَبْدِ حَتَّى تَتْرُكهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا بِهِ خَطِيئَةٌ".
_________
(*) شجرة: "نسخة".
(١) أخرجه البخاري (٥٦٤٠)، ومسلم (٢٥٧٢) [٤٩].
(٢) أخرجه البخاري (٥٦٤١، ٥٦٤٢)، ومسلم (٢٥٧٣).
(٣) أخرجه البخاري (٥٦٤٧، ٥٦٤٨، ٥٦٦٠، ٥٦٦١، ٥٦٦٧)، ومسلم (٢٥٧١).
(٤) أخرجه أحمد (١/ ١٧٢، ١٧٣، ١٨٠، ١٨٥)، والنسائي في "السنن الكبرى" (٧٤٨١)، والترمذي (٢٣٩٨). قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
1 / 212
وخرج الإمام أحمد والترمذي وابن حبان (١) من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "ما تزال البلايا بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة".
وفي "صحيح ابن حبان" (٢) عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إِنَّ الرَّجُلَ لِيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ الْمَنْزِلَةُ فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ، فَلاَ يَزَالُ اللَّهُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ إِيَّاهَا».
وفي "المسند" (٣) عن جابر عن النبي ﷺ قال: "لًا يَمْرَضُ مُؤْمِنٌ وَلًا مُؤْمِنَةٌ وَلًا مُسْلِمٌ وَلًا مُسْلِمَةٌ إِلَّا حَطَّ اللهُ عَنْهُ مِنْ خَطَايَاهُ". وخرجه ابن حبان (٤) وزاد: "كَمَا يَحُطُّ الوَرَقَ عِنِ الشَّجَرَةُ".
وفيه (٥) عن أبي الدرداء عن النبي ﷺ قال: "مَا يَزَالُ الصُّدَاعَ وَالْمَلِيلَةَ (*) بِالْمُؤْمِنِ؛ وَإِنَّ ذَنْبَهُ مِثْلُ أُحُدٍ، فَمَا يَدَعُهُ وَعَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ".
ْوإنما يعرف قدر البلاء إذا كشف الغطاء يوم القيامة، كما في الترمذي (٦) عن جابر عن النبي ﷺ قال: «يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالمَقَارِيضِ فِي الدُّنْيَا».
وفي "سنن أبي داود" (٧) عن عامر (الرام) (٨) قال: "جَلسْتُ إِلَى النبي ﷺ
_________
(١) أخرجه أحمد (٢/ ٢٨٧، ٤٥٠)، والترمذي (٢٣٩٩)، وابن حبان كما في "الإحسان" (٢٩٢٤)
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٢) كما في "الإحسان" (٢٩٠٨).
(٣) (٣/ ٣٤٦، ٣٨٦، ٤٠٠).
(٤) كما في "الإحسان" (٢٩٢٧).
(٥) في "مسند أحمد" (٥/ ٩٨، ١٩٩).
(*) الملَيلة: حرارة الحمى وتوهجها، وقبل: هى الحمى التي تكون في العظام "اللسان" (١١/ ٦٣٠).
(٦) برقم (٢٤٠٢) قال الترمذي: وهذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه. وقد روى بعضهم هذا الحديث عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن مسروقٍ قوله شيئًا من هذا.
(٧) برقم (٣٠٨٩).
(٨) في "الأصل" البرام، وهو تحريف والصواب ما أثبتنا بفتح الراء وفي آخرها ميم بمد الألف هذه النسبة إِلَى صنعة الرمي بالقوس والنشاب، انظر "الأنساب" (٣/ ٣١)، و"الإكمال" (٣/ ١٦١، ٢٥٢).
1 / 213
فَذَكَرَ الْأَسْقَامَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَصَابَهُ السَّقَمُ ثُمَّ أَعْفَاهُ اللَّهُ مِنْهُ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، وَمَوْعِظَةً لَهُ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ إِذَا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ كَانَ كَالْبَعِيرِ، عَقَلَهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَرْسَلُوهُ، فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوهُ وَلِمَ أَرْسَلُوهُ» فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَوْلَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا الْأَسْقَامُ؟ وَاللَّهِ مَا مَرِضْتُ قَطُّ. قَالَ: «قُمْ عَنَّا فَلَسْتَ مِنَّا» وهذا كما قال للذي سأله عن الحمى فلم يعرفها: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» (١) فجعل الفرق بين أهل الجنة وأهل النار إصابة البلاء والمصائب، كما جعل ذلك فرقًا بين المؤمنين والمنافقين والفجار في هذه الأحاديث المذكورة ها هنا.
وفي "المسند" (٢) عن أبي هريرة عن النبي ﷺ "أنه ذكر أهل النار، فَقَالَ:
«كُلُّ شَدِيدٍ جَعْظَرِيٍّ (٣)، هُمُ الَّذِينَ لَا يَأْلَمُونَ رُءُوسَهُمْ».
وفي "المسند" (٤) عن أنس أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَةً لِي كَذَا وَكَذَا، ذَكَرَتْ حُسْنِهَا وَجَمَالِهَا. آثَرْتُكَ بِهَا، قَالَ: «قَدْ قَبِلْتُهَا». فَلَمْ تَزَلْ تَمْدَحُهَا حَتَّى ذَكَرَتْ أَنَّهَا لَمْ تَصْدَعْ وَلَمْ تَشْتَكِ شَيْئًا قَطُّ، قَالَ: "لَا حَاجَةَ لِي فِي ابْنَتِكِ".
وخرجه ابن أبي الدُّنْيَا من وجه آخر مرسلًا. وفيه قال النبي ﷺ: "لَا حَاجَةَ لنَا فِي ابْنَتِكِ"، تجيئنا تحمل خطاياها، لا خير في مال لا يرزأ (٥) منه، وجسد لا ينال منه".
وروى بإسناده (٦) عن قيس بن أبي حازم قال: "طلق خالد بن الوليد امرأته، ثم أحسن عليها الثناء، فقِيلَ لَهُ: يا أبا سليمان، لأي شيء طلقتها؟ قال: ما طلقتها لأمر رابني منها، ولكن لم يصبها عندي بلاء".
_________
(١) أخرجه أحمد في "المسند" (٢/ ٣٣٢، ٣٦٦)، والبخاري في "الأدب المفرد" (ص ١٤٦)، والنسائي في "الكبرى" (٧٤٩١).
(٢) (٢/ ٥٠٨).
(٣) الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر. "اللسان" مادة: (جعظر).
(٤) (٣/ ١٥٥).
(٥) رزأه ماله: أصاب من ماله شيئًا "اللسان" (٣/ ١٦٣٤).
(٦) أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في "المرض والكفارات" (٢٠٣).
1 / 214
وبإسناده (١) عن عمار بن ياسر "أنه ذكر الأوجاع، فَقَالَ أعرابي عنده: ما اشتكيت قط، فَقَالَ عمار: ما أنت منا -أو لست منا- إِنَّ المسلم يبتلى ببلاء فتحط عنه ذنوبه كما تحط الشجرة اليابسة ورقها، وإن الكافر والفاجر ييتلى ببلاء، فمثله مثل البعير أطلق، فلم يدر لم أطلق، وعقل فلم يدر لم عقل".
وبإسناده (٢) عن كعب قال: أجد فى التوراة: لولا أن يحزن عبدي المؤمن لعصبت الكافر بعصابة من حديد، لا يصدع أبدًا.
وعن الحسن (٣) قال: كان الرجل منهم، أو من المسلمين إذا مر به عام لم يصب في نفسه ولا في ماله قال: ما لنا أيودع (٤) الله عنا؟!.
وقال الحسن (٥): إِنَّمَا أنتم بمنزلة الغرض يرمى كل يوم، ليس من مرضة إلا قد أصابتكم منه رمية، عقل من عقل، وجهل من جهل، حتى تجيء الرمية التي لا تخطئ.
وعن صالح بن مسمار (٦) أنه دخل عَلَى مريض يعوده فَقَالَ له: إِنَّ ربك قد عاتبك فأعتبه.
وعن ابن عباس أنه كان إذا رأى الناقةِ قال له: [فِ بما وعدت] (٧) لربك.
وروي (٨) مرفوعًا من حديث خوات بن جبير وإسناده ضعيف.
_________
(١) ابن أبي الدُّنْيَا في "المرض والكفارات" رقم (١٥).
(٢) ابن أبي الدُّنْيَا في "المرض والكفارات" رقم (١٠٣).
(٣) أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في "المرض والكفارات" رقم (١٤٦).
(٤) في "المرض والكفارات": أتودع.
(٥) أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في "المرض والكفارات" رقم (١٧٥).
(٦) أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في "المرض والكفارات" رقم (٨٧).
(٧) بياض بـ "الأصل" والمثبت من "الكامل" لابن عدي.
(٨) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٦/ ١٤٦)، وابن أبي الدُّنْيَا في "المرض والكفارات" (١٦٢)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٥٦٣).
1 / 215
وقال الحسن في أيام الوجع: أما والله ما هي بشرِّ أيام المسلم، أيام قورب له فيها أجله، وذكر فيها ما نسي من معاده، وكفر بها من خطاياه (١).
وكان إذا دخل عَلَى مريض قد عوفي قال له: يا هذا! إِنَّ الله قد ذكرك فاذكره، وأقالك فاشكره. فهذه الأسقام والبلايا والأوجاع كلها كفارات للذنوب الماضية ومواعظ للمؤمنين حتى يتعظوا بها، ويرجعوا بها في المستقبل عن سيئ ما كانوا عليه.
قال الفضيل: إِنَّمَا جعلت العلل ليؤدب بها العباد، ليس كل من مرض مات.
وإلى هذا المعنى الإشارة بقوله ﷿: ﴿أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ (٢).
ولبعض المتقدمين:
أفي كل عام مرضت ثم نقهت ... وتنعي ولا تنعى متى ذا إِلَى متى
واعلم أن تمثيل المؤمن بالزرع، وتمثيل المنافق والفاجر بالشجر العظام يشتمل عَلَى فوائد جليلة نذكر ما يسر اللَّه منها.
فمنها أن الزرع ضعيف مستضعف والشجر قوي مستكبر متعاظم، فالشجر لا [يضعف] (٣) من حر ولا برد، ولا من كثرة ماء ولا من ريح، والزرع بخلاف ذلك، وهذا هو الفرق بين المؤمن والكافر، وبين أهل الجنة والنار.
كما في " الصحيحين" (٤) عن حارثة بن وهب عن النبي ﷺ قال: "أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ
_________
(١) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٣/ ٥٠١)، وابن أبي الدُّنْيَا في "المرض والكفارات" (٥٥، ١٤٥).
(٢) التوبة: ١٢٦.
(٣) بياض في "الأصل"، والمثبت أنسب للسياق.
(٤) البخاري (٤٩١٨، ٦٠٧١، ٦٦٥٧)، ومسلم (٢٨٥٣).
1 / 216
بأهل النار؟ كل عتل (١) جواظ (٢) مستكبر.
وفي "المسند" (٣) عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «أَلًا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قَالُوا: بَلَى. قال: الضُّعفاء المغلوبون. «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «كُلُّ شَدِيدٍ جَعْظَرِيٍّ، هُمُ الَّذِينَ لَا يَأْلَمُونَ رُءُوسَهُمْ».
وخرجه (٤) أيضًا بمعناه من حديث سراقة بن مالك وعبد اللَّه بن عمر.
وخرجاه في "الصحيحين" (٥) عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "تَحَاجَّتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ الجَنَّةُ: مَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ؟ وَقَالَتِ النَّارُ: مَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلَّا المُتَجَبِّرِينَ وَالْمُتَكَبِّرونَ ... " الحديث.
وقد ورد في القرآن تشبيه المنافقين بالخشب المسندة مع حسن منظرهم، فَقَالَ: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ﴾ (٦).
فوصفهم بحسن الأجسام وتمامها، وحسن المقال (وفصاحته) (*)، حتى يعجب من منظرهم من رآهم، ويسمع قولهم من سمعه سماع إصغاء وإعجاب به، ومع هذا فبواطنهم خراب ومعانيهم فارغة، فلهذا مثلهم بالخشب المسندة، التي لا روح لها ولا إحساس، وقلوبهم مع هذا ضعيفة فى غاية الضعف: ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ﴾ (٦) لأنهم لما أضمروا خلاف ما أظهروا خافوا الاطلاع عليهم، فكلما سمعوا صيحة ظنوا أنها عليهم، وهكذا كل مريب يظهر خلاف ما يضمر يخاف من أدنى شيء ويحسبه عليه.
_________
(١) العُتُل: هو الشديد الجافي والفظ الغليظ من الناس "اللسان" (١١/ ٤٢٣).
(٢) الجواظ: الكثير اللحم، الجافي الغليظ الضخم المختال في مشيته. "اللسان" (٧/ ٤٣٩).
(٣) (٢/ ٣٦٩، ٥٠٨).
(٤) في "المسند" (٤/ ١٧٥).
(٥) أخرجه البخاري (٤٨٥٠)، ومسلم (٢٨٤٦).
(٦) المنافقون: ٤.
(*) والفصاحة: "نسخة".
1 / 217
وأما المؤمن فبعكس هذه الصفات، غالبهم مستضعفون في ظاهر أجسامهم ولباسهم وكلامهم لأنهم اشتغلوا بعمارة قلوبهم وأرواحهم عن عمارة أجسادهم. فقلوبهم ثابتة قوية عامرة، فيكابدون بها الأعمال الشاقة في طاعة الله من الجهاد والعبادات والعلوم وغيرها مما لا يستطيع المنافق مكابدته؛ لضعف قلبه، ولا يخافون من ظهور ما في قلوبهم إلا خشية الفتنة عَلَى نفوسهم، فإن بواطنهم خير من ظواهرهم، وسرهم أصلح من علانيتهم.
قال سليمان التيمي: أتاني آت في منامي فَقَالَ: يا سليمان إِنَّ قوة المؤمن في قلبه.
فالمؤمن لما اشتغل بعمارة قلبه عن عمارة قالبه استضعف ظاهره، وربما ازدري، ولو علم الناس ما في قلبه لما فعلوا ذلك.
قال علي لأصحابه: كونوا في الناس كالنحل في الطير كل الطير يستضعفها، ولو علموا ما في جوفها ما فعلوا.
ومن قوة قلب المؤمن وثباته أنه ثابت عَلَى الإيمان، فالإيمان الَّذِي في قلبه مثله كمثل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، فيعيش عَلَى الإيمان ويموت عليه ويبعث عليه، وإنما الرياح وهي بلايا الدُّنْيَا تقلب جسمه يمنة ويسرة، وكذلك قلبه لا تصل إِليه الرياح؛ لأنّه محروس بنور الإيمان.
والكافر والمنافق بعكس ذلك، قوي جسمه، لا تقلبه رياح الدُّنْيَا، وأما قلبه فإنه ضعيف، تلاعب به الأهواء المضلة، فتقلبه يمنة ويسرة، فكذلك كان مثل قلبه كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، كشجر الحنظل ونحوه مما ليس له أصل ثابت فى الأرض.
وقال علي في صفة الهمج: الرعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العِلْم، ولم يلجئوا منه إِلَى ركن وثيق.
1 / 218
وبهذا يظهر الجمع بين حديث تمثيل المؤمن بخامة الزرع والفاجر بشجرة الأرز، وبين حديث تمثيل المؤمن بالنخلة. فإن التمثيل بالزرع لجسده؛ لتوالي البلاء عليه، والتمثيل بالنخلة إيمانه وعمله وقوله، يدل عليه قوله ﷿: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ﴾ (١) فجعلها مثلًا بكلمة الشهادة التي هي أصل الإسلام، وثبوتها في قلب المؤمن كثبوت أصل النخلة في الأرض، وارتفاع عمل المؤمن إِلَى السماء كارتفاع النخلة، وتجدد عمل المؤمن من كل حين كإتيان النخلة أكلها كل حين.
وقد روي عن أبي هريرة "أن المؤمن الضعيف مثل الزرع، والقوي مثله كمثل النخلة".
وخرجه البزار وغيره مرفوعًا، ولا يصح رفعه، إِنَّمَا هو موقوف، قاله الدارقطني وغيره.
ومنها أن ثمرة الزرع وهو السنبل يستضعف ويطمع فيه كل أحد لقرب تناوله فيطمع الآدمي في الأكل منه وفي قطعه وسرقته، والبهائم في رعيه، والطير في الأكل منه، وكذلك المؤمن يستضعف، فيعاديه عموم الناس؛ لأنّ الإسلام بدأ غريبًا ويعود غرييًا كما بدأ، فطوبى للغرباء. فعموم الخلق يستضعفه ويستغربه، ويؤذيه لغربته بينهم.
وأما الكافر أو المنافق أو الفاجر الَّذِي كالصنوبرة، فإنه لا يطمع فيه، فلا الرياح تزعزع بدنه، ولا يطمع في تناول ثمرته لامتناعها.
وفي كتاب "الزهد" للإمام أحمد عن عصام بن يحيى الحضرمي قال: شكى الحواريون إِلَى المسيح ﵇ من ولع الناس بهم وبغضهم إياهم.
فَقَالَ المسيح: كذلك المؤمنون مبغوضون في الناس، وإنما مثلهم كمثل حبة القمح ما أحلى مذاقها وأكثر أعدائها!!.
_________
(١) إبراهيم: ٢٤.
1 / 219
وقال كعب: في التوراة: "ما كان حليم قط في قوم إلا بغوا عليه وحسدوه".
وكان خيثمة يقول كلامًا معناه: إِنَّ من الناس من أجتهد في نفعه وهو يجتهد في إيذائي، إنه لا يحب منافق مؤمنًا أبدًا.
ومنها أن المؤمن يمشي مع البلاء كيف ما مشى به، فيلين له فيقلبه البلاء يمنة ويسرة، فكلما أداره استدار معه، فيكون عاقبته العافية من البلاء وحسن الخاتمة، وتوقي ميتة السوء. فلهذا كان مثله كمثل السنبلة (تفيئها) (*) الرياح يمنة ويسرة، فلا تضره الرياح كما في أمثال العرب: إذا رأيت الريح عاصفًا فتطامن، أي: إذا رأيت الأمر غالبًا فاخضع له.
وقال الحكماء: لا يرد لم العدو القوي بمثل الخضوع له، ومثله مثل الريح العاصف يسلم منها الزرع للينه لها ومعها، ويتقصف منها الشجر العظام لانتصابها لها. فإن الفاجر لقوته وتعاظمه يتقاوى عَلَى الأقدار، ويستعصي عليها، كشجرة الصنوبر التي تستعصي عَلَى الرياح، ولا تتطامن معها، فتسلط عليه ريح عاصف لا يقوى عليها، فتقلعه من أصله بعروقه فتهلكه. وهذا كما حكى الله عن عاد قال: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ...﴾ (١) فالمؤمن لمَّا تواضع لعظمة اللَّه، وصبر عَلَى بلائه كانت عاقبته (الحسنى) (**)، وسلم في الدُّنْيَا والآخرة من البلاء، وكانت العافية له.
والفاجر لما تكبر وتعاظم وتقاوى عَلَى أقدار الله عجَّل اللَّه عقوبته، فسلط عليه بلاء يستأصله، ولا يقدر عَلَى الامتناع منه، كالشجر العظام التي تقتلعها الرياح بعروقها.
قال بعضهم:
إِنَّ الرياح إذا عصفن فإنما ... تولي الأذية شامخ الأغصان
_________
(*) تقلبها: "نسخة".
(١) فصلت: ١٥ - ١٦.
(**) الجنة: "نسخة".
1 / 220
وقال غيره:
من أخمل النفس أحياها وروحها ... ولم يبت طاويًا منها عَلَى ضجر
إِنَّ الرياح إذا اشتدت عواصفها ... فليس ترمي سوى العالي من الشجر
ومنها أن الزرع وإن كانت كل طاقة منه ضعيفة ضئيلة؛ إلا أنه يتقوى بما يخرج معه وحوله ويعتضد به بخلاف الشجر العظام، فإن بعضها لا يشد بعضًا، وقد ضرب الله تعالى مثل نبيه ﷺ وأصحابه بالزرع لهذا المعنى قال: ﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى﴾ (١).
وقوله: ﴿أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾؟ ي: فراخه، ﴿فَآزَرَهُ﴾ أي: ساواه وصار مثل الأم وقوي به، ﴿فَاسْتَغْلَظَ﴾ أي: غلظ، ﴿فَاسْتَوَى﴾ عَلَى سوقه جمع ساق، فالزرع مثل النبي ﷺ إذ خرج وحده فأمده بأصحابه وهم شطأ الزرع كما قوى الطاقة من الزرع بما ينبت منها حتى غلظت واستحكمت. وفي الإنجيل: سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع.
وقد قال ﷿: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ (٢).
وقال: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ (٣) فالمؤمنون بينهم ولاية، وهي مودة ومحبة باطنة، كما قال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (٤)؛ لأنّ المؤمنين قلوبهم عَلَى قلب رجل واحد فيما يعتقدونه من الإيمان.
وأما المنافقون فقلوبهم مختلفة كما قال: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ (٥) فأهواؤهم مختلفة، ولا ولاية بينهم في الباطن، وإنما بعضهم من جنس بعض في الكفر والنفاق.
_________
(١) الفتح: ٢٩.
(٢) التوبة: ٧١.
(٣) التوبة: ٦٧.
(٤) الحجرات: ٤٩.
(٥) الحشر: ١٤.
1 / 221
وفي "الصحيحين" (١) عن النبي ﷺ: «المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا». وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعَهُ.
وفيهما (٢) أيضًا عن النبي ﷺ قال: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ الوَاحِدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُه بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ".
ومنها أن الزرع ينتفع به بعد حصاده، فإنه يحصده أربابه، ثم يبقى منه بعد حصاده ما يلتقطه المساكين، وترعاه البهائم وتأكله الطير، وربما استخلف بعضه فأخرج منه ثانية، وبيع منه من الحب ما ينبت مرارًا.
وهكذا مثل المؤمن يموت ويخلف ما ينتفع منه، من علم نافع وصدقة جارية وولد صالح ينتفع به.
وأما الفاجر فإنه إذا انقلع من الأرض لم يبق فيه نفع بل ربما أثر ضررًا، فهو: كالشجرة المنجعفة لا تصلح إلا لوقيد النار.
ومنها أن الزرع في حمله مبارك، كما ضرب الله مثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء.
وليس كذلك الشجر لأنّ كل حبة مما يغرس منه لا تزيد عَلَى نبات شجرة واحدة منها.
ومنها أن الحب الَّذِي ينبت من الزرع هو قوت الآدميين، وغذاء أبدانهم،
وسبب حياة أجسادهم، فكذلك الإيمان هو قوت القلوب وغذاء الأرواح وسبب حياتها، ومتى فقدته القلوب ماتت، وموت القلوب لا يرجى معه حياة أبدًا، بل هو هلاك الدُّنْيَا والآخرة، كما قيل:
لَيسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيِّتٍ ... إِنَّمَا الميْتُ مَيَّتُ الأحْيَاءِ
_________
(١) أخرجه البخاري (٤٨١، ٢٤٤٦، ٦٠٢٦)، ومسلم (٢٥٨٥).
(٢) أخرجه البخاري (٦٠١١)، ومسلم (٢٥٨٦).
1 / 222
فلذلك شبه المؤمن بالزرع حيث كان الزرع حياة الأجساد، والإيمان حياة الأرواح.
وأما ثمر بعض الأشجار العظام كالصنوبر ونحوه، فليس له كبير نفع، وربما لا يتضرر بفقده. فكذلك مَثَّل الفاجر أو المنافق بهذه الشجرة لقلة نفع ثمرها.
لما كانت الدُّنْيَا سجن المؤمن وجنة الكافر، فصاحب السجن لا يزال في بلاء حتى يخرج منه، فَإِذَا خرج من السجن أفضى إِلَى الرخاء والنعيم الدائم، وصاحب الجنة إذا خرج منها وقع في السجن الدائم.
إذا صُبغ أنعم الناس -كان في الدُّنْيَا- صبغة في العذاب، فقِيلَ لَهُ: هل مر بك نعيم قط؟ قال: لا يا رب. وإذا صُبغ أبأس الناس -في النعيم صبغة، ثم قِيلَ لَهُ: هل مر بك بؤس قط؟ قال: لا يا رب.
ما كان تعب من استراح ... ولا استراح من تعب
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ... ويذهب هذا كله ويزول
لا يجد أهل الجنة من ألم نصب الدُّنْيَا شيئًا، بل ينقلب راحة أبدًا.
جميع آلام لسع النحل يُذْهِبُهَا ... ما يَجْتَني المجتَني من لذة العسل
من طمع في الوصول إِلَى المعالي؛ صبر عَلَى مواصلة نَصَبِ النهار بسهر الليالي.
من أراد غدًا قربنا؛ فليصبر اليوم عَلَى ألم ضربنا، فما يحس بألم من صدق في حبنا.
لابد من البلوى والاختبار ليتبين الصادق اليوم من الكاذب ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ (١).
الراحة لا تنال بالراحة.
_________
(١) محمد: ٣١.
1 / 223
لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتّال
مراتب الدُّنْيَا لا تنال إلا بالصبر عَلَى البلاء في طلبها والمجاهدة، فكيف من أراد مقعد صدق عند مليك مقتدر.
كم صبروا حتى قدروا ... كم غضوا حتى نظروا
ما وصلوا إِلَى المنزل إلا بعد طول السجن، ما نالوا لذة الراحة إلا بعد أن صبروا عَلَى المشقة.
لو قرب الدرّ عَلَى طلابه ... ما لج الغائص في طلابه
ولو أقام لازمًا أصدافه ... لم تكن التيجان في حسابه
ما لؤلؤ البحر ولا مرجانه ... إلا وراء الهول من عبابه
آخر ما وجد والحمد للَّه أولًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا، وصلى الله عَلَى عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
***
1 / 224