जॉर्ज बुचनर: संपूर्ण नाटक कार्य
جورج بشنر: الأعمال المسرحية الكاملة
शैलियों
Grabbe (1801-1836م)، قد قال عن مسرحه: «ليكن هو العالم.» فلعل هذا القول أن ينطبق على مسرح بشنر أكثر مما ينطبق عليه، ولعل هذا قد حقق ما لم يحققه صاحبه من معارضة للمسرح المثالي-الكلاسيكي والمسرح الرومانتيكي، وتصوير لنبض الإنسان وعذابه وعالمه الباطن الدفين، بعيدا عن قوالب الأشكال الفنية وقيود المذاهب الفكرية والفلسفية والاجتماعية. •••
يبدأ الفصل الأول من المسرحية بصالة لعب الورق، حيث يحاول دانتون مع بعض رجال الثورة الفرنسية أن يطردوا السأم عن نفوسهم.
وليس في هذا المشهد مجال لتصوير الانفعال بالثورة؛ فالحزن والكآبة والشلل الإرادي يسيطر على جوه الثقيل.
إننا نسمع أصواتا مخنوقة كانت من قبل تجلجل في الساحات وقاعات الاجتماعات، كما نسمع أصوات نساء تحاول أن توقظ الحب وتلمس القلوب. وبين الشك والمرارة على لسان دانتون: «إننا نعرف القليل عن بعضنا البعض، نحن وحيدون جدا»، وبين الكلمات المؤثرة على لسان جولي: «أنت تعرفني يا دانتون»؛ يدور الحوار في هذا المشهد، كما يتردد في بقية مشاهد المسرحية حتى تصرخ لوسيل صرختها الأخيرة قبل أن ينتابها الجنون، ويقتادها الجنود إلى مصيرها المحتوم. هذا التضاد المستمر في الأفكار والمشاعر والعبارات شيء أكبر وأعمق من كل الاتجاهات والأشكال والأساليب الفنية. إنه يعبر عن الصراع الكامن في قلب بشنر نفسه، ويصور كل ما شغل فكره وحرك عواطفه ويده بالكتابة، وهو ماثل في مسرحياته ووسائله، وفي حياته ونشاطه السياسي والعلمي، ممتد إلى جذور كل ثورة سياسية أو أدبية حين تفهم على الوجه الصحيح، «واقعي» إلى الحد الذي لا يمكن معه أن يوصف بالقدم أو الحداثة، معبر عن أهون أحداث المسرحية شأنا تعبيره عن أفظع الكوارث التاريخية. ويندر أن تجد كاتبا مثله استطاع أن يجد الكلمات التي تصور هذا كله بلا طموح أو ادعاء. ولعل هذا هو الجديد في «موت دانتون»، ولعله أن يكون هو سر عظمتها وغرابتها في وقت واحد. ذلك شيء يحس به القارئ ولا تنفع في توضيحه الشروح والتحليلات. وما قيمة كل التفاصيل التاريخية والعلمية عن مكانة المسرحية في الأدب الألمانية والعالمي إلى جانب هذا الإحساس الفريد؟!
ومع ذلك فإن هذا لا يمنعنا من أن نسأل: كيف استطاعت كلمات بشنر وعباراته ومشاهده أن تعبر عن هذا الإحساس؟ كيف وصل إلى ذلك بلا خطب طنانة ولا أنات باكية؟ كيف استطاع أن يكتب عن حدث تاريخي ضخم كالثورة الفرنسية، فلم يمجدها ولم يندب حظها، بل جعلها مناسبة ورمزا للتعبير عن عذاب الإنسان بوجه عام، وعن معنى وجوده في التاريخ أو عبث هذا الوجود؟ وبالجملة، لا بد أن نسأل أنفسنا كيف بنى بشنر مسرحيته؟
لا نكاد نمضي قليلا في قراءة المشهد الأول من المسرحية حتى نسمع كتائب الرعب والفزع الزاحفة، ونحس أن دانتون «بطل» الثورة الذي أنقذها من أعدائها ذات يوم، وكان مسئولا عن حوادث القتل المشهورة في سبتمبر سنة 1792م، لا بد أن يتحرك ويفعل شيئا، ولكننا سرعان ما نحس كذلك أن «البطل» لم يعد بطلا بالمعنى التقليدي لهذه الكلمة، ولم يبق فيه شيء من الحماس والتزمت والجد الذي يحتاج إليه الثوار والسياسيون. إن كلماته تفيض أسى ومرارة وشكا، وفكره قد طغى على إرادته، فأصبح نسخة أخرى من هاملت لا يجد في نفسه القوة التي تحركه إلى الفعل، وإن وجدها فلن يقتنع بها.
دانتون :
يستطيع الإنسان أن يقرض الشرفاء، ويشهد حفلات التعميد لديهم، ويزوج بناته لهم، ولكن هذا هو كل شيء!
كاميل :
ما دمت تعرف هذا، فلماذا بدأت الكفاح؟
अज्ञात पृष्ठ