Garden of the Devout
روضة العابدين
प्रकाशक
مكتبة الجيل الجديد
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
प्रकाशक स्थान
صنعاء - اليمن
शैलियों
أولًا: التفكر في أسماء الله وصفاته ومعرفتُها.
فإن ذلك يرسخ في قلب المرء إجلال الله تعالى وتعظيمه والكف عن مساخطه والمسارعة إلى مراضيه. فحينما يفكر في أسماء الله تعالى: العظيم الجبار القهار القدير المنتقم القوي المتين العزيز الكبير ونحوها من الأسماء القهرية يتربى في نفسه هيبة الله تعالى وخشيته، فمن أنت أيها الإنسان حتى تعصي الله تعالى وتفوت قدرته، أوَ لا يدركك قهره وجبروته؟ قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ [العنكبوت ٢٢].
وعندما يتأمل في أسماء الله: العليم اللطيف الخبير السميع البصير ونحوها يزرع ذلك في قلبه الخوف من الله تعالى. فأين يستطيع أن يعصي الله تعالى ولا يعلم به ولا يراه ولا يسمعه ولا يرقب عمله؟!
قال تعالى: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ [الأنعام ٥٩].
ثانيًا: التفكر في الكون وما فيه من آيات الله المنشورة.
إن هذا الكون الفسيح يحوي آيات باهرات تدل على قدرة الله وإبداع صنعه وعنايته بخلقه وكثرة خيره المسدى إليهم. فالإنسان العاقل إذا نظر إلى هذا الخلق البديع المحكم العظيم وتأمل فيه واعتبر بما رأى وشاهد دعاه ذلك إلى خوف الله تعالى وخشيته وحب طاعته والبعد عن معصيته. قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِأُولِي الألْبَابِ ﴿١٩٠﴾ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران ١٩٠ - ١٩١].
وقال: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
1 / 120