मक्की विजय
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
प्रकाशक
دار إحياء التراث العربي
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1418هـ- 1998م
प्रकाशक स्थान
لبنان
هذا الإمام وهذه أعماله . . . يا ليت شعري هل أتت آماله وكان هذا القطب مداوي الكلوم قد أظهر سر حركة الفلك وإنه لو كان على غير هذا الشكل الذي أوجده الله عليه لم يصح أن يتكون شيء في الوجود الذي تحت حيطته وبين الحكمة الإلهية في ذلك ليرى الألباب علم الله في الشياء وإنه بكل شيء عليم لا إله إلا هو العليم الحكيم وفي معرفة الذات والصفات علم ما أشار إليه هذا القطب فلو تحرك غير المستدير لما عمر الخلاء بحركته وكانت أحياز كثيرة تبقى في الخلاء فكان لا يتكون عن تلك الحركة تمام أمر وكان ينقص منه قدر ما نقص من عمارة تلك الأحياز بالحركة وذلك بمشيئة الله تعالى وحكمته الجارية في وضع الأسباب وأخبر هذا القطب أن العالم موجود ما بين المحيط والنقطة على مراتبهم وصغر أفلاكهم وعظمها وإن الأقرب إلى المحيط أوسع من الذي في جوفه فيومه أكبر ومكانه أفسح ولسانه أفصح وهو إلى التحقق بالقوة والصفاء أقرب وما انحط إلى العناصر نزل عن هذه الدرجة حتى إلى كرة الأرض وكل جزء في كل محيط يقابل ما فوقه وما تحته بذاته لا يزيد واحد على الآخر شيء وإن اتسع الواحد وضاق الآخر وهذا من إيراد الكبير على الصغير والواسع على الضيق من غير أن يوسع الضيق أو يضيق الواسع والكل ينظر إلى النقطة بذواتهم والنقطة مع صغرها تنظر إلى كل جزء من المحيط بها بذاتها فالمختصر المحيط والمختصر منه النقطة وبالعكس فانظر ولما انحط الأمر إلى العناصر حتى انتهى إلى الأرض كثر عكره مثل الماء في الحب والزيت وكل مائع في الدن يتنزل إلى أسفله عكره ويصفو أعلاه والمعنى في ذلك ما يجده عالم الطبيعة من الحجب المانعة عن إدراك الأنوار من العلوم والتجليات بكدورات الشهوات والشبهات الشرعية وعدم الورع في اللسان والنظر والسماع والمطعم والمشرب والملبس والمركب والمنكح وكدورات الشهوات بالانكباب عليها والاستفراغ فيها وإن كانت حلالا وإنما لم يمنع نيل الشهوات في الآخرة وهي أعظم من شهوات الدنيا من التجلي لأن الظاهر والبواطن محل الشهوات ولا يجتمع التجلي والشهوة في محل واحد فلهذا جنح العارفون والزهاد في هذه الدنيا إلى التقليل من نيل شهواتها والشغل بكسب حطامها وهذا الإمام هو الذي أعلم أصحابه أن ثم رجالا سبعة يقال لهم الأبدال يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة لكل بدل إقليم وإليهم تنظر روحانيات السموات السبع ولكل شخص منهم قوة من روحانيات الأنبياء الكائنين في هذه السموات وهم إبراهيم الخليل يليه موسى يليه هرون يتلوه إدريس يتلوه يوسف يتلوه عيسى يتلوه آدم سلام الله عليهم أجمعين وأما يحيى فله تردد بين عيسى وبين هرون فينزل على قلوب هؤلاء الأبدال السبعة من حقائق هؤلاء الأنبياء عليهم السلام وتنظر إليهم هذه الكواكب السبعة بما أودع الله تعالى في سباحتها في أفلاكها وبما أودع الله في حركات هذه السموات السبع من الأسرار والعلوم والآثار العلوية والسفلية قال تعالى وأوحى في كل سماء أمرها فلهم في قلوبهم في كل ساعة وفي كل يوم بحسب ما يعطيه صاحب تلك الساعة وسلطان ذلك اليوم فكل أمر علمي يكون في يوم الأحد فمن مادة إدريس عليه السلام وكل أثر علوي يكون في ذلك اليوم في عنصر الهواء والنار فمن سباحة الشمس ونظرها المودع من الله تعالى فيها وما يكون من أثر في عنصر الماء والتراب في ذلك اليوم فمن حركة الفلك الرابع وموضع هذا الشخص الذي يحفظه من الأقاليم الإقليم الرابع فما يحصل لهذا الشخص المخصوص من الأبدال بهذا الإقليم من العلوم علم أسرار الروحانيات وعلم النور والضياء وعلم البرق والشعاع وعلم كل جسم مستنير ولماذا استنار وما المزاج الذي أعطاه هذا القبول مثل الحباحب من الحيوان وكأصول شجر التين من النبات وكحجر المهى والياقوت وبعض لحوم الحيوان وعلم الكمال في المعدن والنبات والحيوان والإنسان والملك وعلم الحركة المستقيمة حيثما ظهرت في حيوان أو نبات وعلم معالم التأسيس وأنفاس الأنوار وعلم خلع الأرواح المدبرات وإيضاح الأمور المبهمات وحل المشكل من المسائل الغامضة وعلم النغمات الفلكية والدولابية وأصوات آلات الطرب من الأوتار وغيرها وعلم المناسبة بينها وبين طبائع الحيوان وناللنبات منها وعلم ما إليه تنتهي المعاني الروحانية والروائح العطرية وما المزاج الذي عطرها ولماذا ترجع وكيف ينقلها الهواء إلى الأدراك الشمى وهل هو جوهر أو عرض كل ذلك يناله ويعلمه صاحب ذلك الإقليم في ذلك اليوم وفي سائر الأيام في ساعات حكم حركة ذلك الفلك وحكم ما فيه من الكواكب وما فيه من روحانية النبي هكذا إلى تمام دورة اللجمعة وكل أمر علمي يكون في يوم الأثنين فمن روحانية آدم عليه السلام وكل أثر علوي في عنصر الهواء والنار فمن سباحة القمر وكل أثر سفلى في عنصر الماء والتراب فمن حركة فلك السماء ولهذا الشخص الإقليم السابع فما يحصل لهذا البدل من العلوم في نفسه في يوم الإثنين وفي كل ساعة من ساعات أيام الجمعة مما يكون لهذا الفلك حكم فيها علم السعادة والشقاء وعلم الأسماء ومالها من الخواص وعلم المد والجزر والربو والهواء فمن روحانية الأحمر وكل أثر سفلى في ركن الماء والتراب فمن حركة الفلك الخامس ولهذا البدل من الأقاليم الأقليم الثالث فما يعطيه من العلوم في هذا اليوم وفي ساعاته من الأيام علم تدبير الملك وسياسته وعلم الحمية والحماية وترتيب الجيوش والقتال ومكايد الحروب وعلم االقرابين وذبح الحيوان وعلم أسرار أيام النحر وسريانه في سائر البقاع وعلم الهدى والضلال وتميز الشبهة من الدليل وكل أمر علمي يكون في يوم الأربعاء فمن روحانية عيسى عليه السلام وهو يوم النور وكان له نظر إلينا في في دخولنا في هذا الطريق التي نحن اليوم عليها وكل أثر في عنصر النار والهواء فمن روحانية سباحة الكاتب في فلكه وكل أثر سفلى في ركن الماء والتراب فمن حركة فلك السماء الثانية وللبدل صاحب هذا اليوم الأقليم السادس ومما يحصل له من العلوم وفي ساعته من الأيام علم الأوهام والألهام والوحي والآراء والأقيسة والرؤيا والعبادة والأختراع الصناعي والعطردة وعلم الغلط الذي يعلق ببعين الفهم وعلم التعاليم وعلم الكتابة والآداب والزجر والكهانة والسحر والطلمسات والعزائم وكل أمر علمي يكون في يوم الخميس فمن روحانية موسى عليه السلام وكل أثر علوي في رركن النار والهواء فمن سباحة المشتري وكل أثر سفلى في عنصر الماء والتراب فمن حركة فلكه ولهذا البدل من الأقاليم الأقليم الثاني ومما يحصل له من العلوم في هذا اليوم وفي ساعاته من الأيام علم النبات والنواميس وعلم أسباب الخير ومكارم الأخلاق وعلم القربات وعلم قبول الأعمال وأين ينتهي بصاحبها وكل أمر علمي يكون في يوم الجمعة يكون لهذا الشخص الذي يحفظ الله به الأقليم الخامس فمن روحانية يوسف عليه السلام وكل أثر علوي يكون في ركن النار ووالهواء فمن نظر كوكب الزهرة وكل أثر سفلى في ركن الماء والأرض فمن حركة فلك الزهرة وهو من الأمر الذي أوحى الله في كل سماء وهذه الآثار هي الأمر الإلهي الذي يتنزل بين السماء والأرض وهو في كل ما يتولد بينهما بين السماء بما ينزل منها وبين الأرض بما تقبل من هذا النزول كما يقبل رحم الأنثى الماء من الرجل لللتكوين والهواء الرطب من الكير قال تعالى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل المر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير والقدرة ما لها تعلق إلا بالإيجاد فعلمنا أن المقصود بهذا التنزل إنما هو التكوين ومما يحصل له من العلوم في هذا اليوم وفي ساعاته من الأيام علم التصوير من حضرة الجمال والأنس وعلم الأحوال وكل أمر علمي يكون في يوم السبت لهذا البدل الذي له حفظ الأقليم الول فمن روحانية إبراهيم الخليل عليه السلام وما يكون فيه من أثر علوي في ركن النار والهواء فمن حركة كوكب كيوان في فلك يسبحون وقال تعالى وبالنجم هم يهتدون فخلقها للإهتداء بها ومما يحصل له من العلوم في هذا اليوم وفي ساعاته من باقي الأيام ليلا ونهارا علم الثبات والتمكين وعلم الدوام والبقاء وعلم هذا الإمام بمقامات هؤلاء الإبدال وهجيراهم وقال أن مقام الأول وهجيرة ليس كمثله شيء وسبب ذلك كون الأولية له أذلو تقدم له مثل لما صحت له الأولية فذكره مناسب لمقامه ومقام الشحص الثاني في هجيرة لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي وهو مقام العلم الإلهي وتعلقه لا ينتهي وهو الثاني من الأوصاف فإن أول الأوصاف الحياة ويليه العلم وهجيرة الشخص الثالث ومقامه وفي أنفسكم أفلا تبصرون وهي المرتبة الثالثة فإن الآيات الأول هي الأسماء الإلهية والآيات الثواني في الآفاق والآيات التي تلي الثواني في أنفسنا قال تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم فلهذا اختص بهذا الهجير الثالث من الإبدال ومقام الرابع في هجيرة يا ليتني كنت ترابا وهو الركن الرابع من الأركان الذي يطلب المركز عند من يقول به فليس لنقطة الأكرة أقرب من الأرض وتلك النقطة كانت سبب وجود المحيط فهو يطلب القرب من الله موجد الأشياء ولا يحصل إلا بالتواضع ولا أنزل في التواضع من الأرض وهي منابع العلوم وتفجر النهار وكل ما ينزل من المعصرات فإنما هو ماء فينزل غيثا فلهذا إختص الرابع بالرابع من الأركان ومقام الخاامس فاسألوا هل الذكران كنتم لا تعلمون ولا يسأل إلا المولود فإنه في مقام الطفولة من الكفل وهو الند قال تعالى ' أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا فلا يعلم حتى يسأل فالولد في المرتبة الخامسة لأن أمهاته أربعة وهن الأركان فكان هو العين الخامسة فلهذا كان السؤال هجير البدل الخامس من بين الإبدال وأما مقام السادس فهجيره أفوض أمري إلى الله وهي المرتبة السادسة فكانت للسادس وإنما كانت السادسة له لأنه علم أن أمره ليس بيده منه شيء وأن الله يفعل ما يردي فقال قد علمت أن الله لما ملكني أمري وهو يفعل ما يريد علمت أن التفويض في ذلك أرجح لي فذلك أتخذه هجيرا ومقام السابع أنا عرضنا المانة وذلك أن لها الرتبة السابعة وكان أيضا تكوين آدم المعبر عنه بالإنسان في الرتبة السابعة ولما كان وجود الإنسان في السنبلة ولها من الزمان في الدلالة سبعة آلف سنة فوجد الإنسان في الرتبة السابعة من مراتب الإبدال وأخبرت أن هذا القطب الذي هو مداوي الكلوم كان في زمان حبسه في هيكله وولايته في العالم إذا وقف وقف لوقفته سبعون قبيلة كلهم قد ظهرت فيهم المعارف الإلهية وأسرار الوجود وكان أبدا لا يتعدى كلامه السببعة ومكث زمانا طويلا يلاقي أصحابه وكان يعين في زمانه من أصحابه شخصا فاضلا كان أقرب الناس إليه مجلسا كان اسمه الأزل ومنه ظهر قوله عليه السلام كان الله ولا شيء معه وهذا علم لا يعلمه إلا الأفراد من الرجال وهو المعبر عنه بالدهر الأول ودهر الدهور وعن هذا الأزل وجد الزمان وبه تسمى الله بالدهر وهو قوله عليه السلام لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر والحديث صحيح ثابت ومن حصل له علم الدهر لم يقف في شيء ينسبه إلى الحق فإن له الإتساع الأعظم ومن هذا العلم تعددت المقالات في الإله ومنه اختلفت العقائد وهذا العلم يقبلها كلها ولا يرد منها شيئا وهو العلم العام وهو الظرف الإلهي وأسراره عجيبة ماله عين موجودة وهو في كل شيء حاكم يقبل الحق نسبته ويقبل الكون نسبته وهو الظرف الأسماء كلها المعينة والمغيبة عنا فكان لهذا الإمام فيه اليد البيضاء وكان له من علمه بدهر الدهور علم حكمة الدنيا في لعبها بأهلها ولم سمى لعبا و الله أوجده وكثيرا ما ينسب اللعب إلى الزمان فيقال لعب الزمان بأهله وهو متعلق السابقة وهو الحاكم في العاقبة وكان هذا الإمام يذم الكسب ولا يقول به مع معرفته بحكمته ولكن كان يرقى بذلك همم أصحابه عن التعلق بالوسائط أخبرت أنه مات حتى علم من أسرار الحق في خلقه ستة وثلاثين ألف علم وخمسمائة علم من العلوم العلوية خاصة ومات رحمه الله تعالى وولى بعده شخص فاضل اسمه مظهر الحق عاش مائة وخمسين سنة ومات ، وولي بعده الهائج وكان كبير الشأن ظهر بالسيف عاش مائة وأربعين سنة مات مقتولا في غزاة . كان الغالب على حاله من الأسماء الإلهية القهار . ولما قتل ولي بعده شخص يقال له لقمان والله أعلم وكان يلقب واضع الحكم . عاش مائة وعشرين سنة كان عارفا بالترتيب والعلوم الرياضية والطبيعية والإلهية ، وكان كثير الوصية لأصحابه ، فإن كان هو لقمان فقد ذكر الله لنا ما كان يوصى به ابنه مما يدل على رتبته في العلم بالله وتحريضه عل القصد والأعتدال في الأشياء في عموم الأحوال ولما مات رحمه الله وكان في زمان داود عليه السلام ولى بعده شخص اسمه الكاسب وكانت له قدم راسخة في علم المناسبات بين العالمين والمناسبة الإلهية التي وجد لها العالم العلوي نظرة محصوصة على وزن معلوم فيظهر ذلك الأثر من غير مباشرة ولا في العالم رقيقة ممتدة من تلك الرقيقة يكون من ذلك الشيء في الإنسان ما أودع الله عند ذلك الشيء من الأمور التي أمنه أثر في الإنسان وللإنسان أثر فيه فكان لهذا كشف هذه الرقائق ومعرفتها وهي مثل أشعة النور عاش هذا الإمام ثمانين سنة ولما مات ورثه شخص يسمى جامع الحكم عاش مائة وعشرين سنة له كلام عظيم في أسرار الإبدال والشيخ ذكرناه في هذا الباب غنية والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
الباب السادس عشر في معرفة المنازل السفلية والعلوم الكونية ومبدأ
معرفة الله منها ومعرفة الأوتاد والإبدال ومن تولاهم الأرواح العلوية وترتيب أفلاكها
علم الكثائف أعلام مرتبة . . . هي الدليل على المطلوب للرسل
وهي التي حجبت أسرار ذي عمه . . . وهي التي كشفت معالم السبل
لها من العالم العلوي سبعته . . . من الهلال وخذ علوا إلى زحل
لولا الذي أوجد الأوتاد أربعة . . . رسى بها الأرض فابزت من الميل
पृष्ठ 211