فأبى الله تبارك وتعالى إلا ما أراد. قال: ثم كتب أبو بكر رضي الله عنه كتابا إلى خالد بن الوليد يخبره بما صنع الفجاءة وما أخذ من الخيل والسلاح وما قتل من المسلمين، وأمره أن يوجه إليه بقوم يطلبونه فيأتون به حيث ما كان، فلما ورد الكتاب ... (1) يا سوداء! (2) من يقول هذا الشعر؟ فقالت: والله! ما أدري غير أني سمعت دويا من هذا الغدير وقائلا يقول هذا الشعر. قال: فاغتم عيينة بن حصن وانكسر لذلك انكسارا شديدا، ثم أقبل على طليحة بن خويلد وهو جالس في بني عمه فقال له: أبا عامر! أتاك جبريل منذ نزلت هذا المنزل؟ قال طليحة: لا، قال: فهل ترجو أن يأتيك؟ قال: نعم، ولم سألت عن ذلك؟ قال: إني سمعت هذه الأمة السوداء تزعم أنها سمعت من هذا الغدير كذا وكذا، قال: فضحك طليحة ثم قال: ترى أن سحر قريش وصل إلينا من المدينة. قال: ثم أقبل قرة بن هبيرة القشيري على بني عامر بن صعصعة فقال: يا بني عامر! هذا خالد بن الوليد قد أظلكم في المهاجرين والأنصار وقد تقارب من أرضكم فلو صاح بخيله صيحة لصبحكم فاتقوا الله ربكم وارجعوا عن هذا الذي أنتم عليه فإنكم قتلتم بالأمس المنذر بن عمرو الساعدي (3) وكان من خيار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ثم إنكم حقرتم ذمة أبي بكر ورددتم عامر بن الطفيل عن دين الإسلام وإني خائف على طليحة بن خويلد أن... (4) خالد غدا قد هلك وهلكنا معه. قال: فأبى قومه أ [ن يطيعوه -] (5)
पृष्ठ 11