فإنهم وقفوا مع كثرة الصور ونسبة الألوهة (1) لها . فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد يعرف: ولا يشهد ، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه في قولهم وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " لعلمهم بأن تلك الصور(2).
حجارة . ولذلك قامت الحجة عليهم بقوله وقل سموهم ، : فما يسمونهم الا بما يعلمون أن تلك الأسماء لهم حقيقة . وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا (3) بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين . فهم عباد الوقت مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم (4) ، وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى ، ويستره (5) العارف المكمل من نبي ورسول ووارث عنهم . فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول طمعا في محبة الله إياهم بقوله "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله * . فدعا إلى إله يصمد إليه ويعلم من حيث الجملة ، ولا يشهد ولا تدركه الأبصار * ، بل وهو (6) يدرك الأبصار " للطفه وسريانه في أعيان الأشياء . فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك (7) أرواحها المدبرة أشباحها وصورهاالظاهرة . " وهو اللطيف الخبير، (91-1) والخبرة ذوق، والذوق تجل ، والتجلي في الصور . فلا بد منها ولا بد منه فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت ، وعلى الله قصد السبيل.
पृष्ठ 196