200

फुसुल मिन सिरा

فصول من السيرة

अन्वेषक

محمد العيد الخطراوي، محيي الدين مستو

प्रकाशक

مؤسسة علوم القرآن

संस्करण संख्या

الثالثة

प्रकाशन वर्ष

١٤٠٣ هـ

لا يدرك نفسه كافرًا إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي بصره، فإن كان ذلك صفة له لم تزل من قبل أن يرفع: فليست نظير هذا، وإلا فهو بعد نزوله إلى الأرض أحد أمة محمد ﷺ، يعني أنه يحكم بشرعه ولا يوحي إليه، بخلافها. والله تعالى أعلم. وأما قوله ﷺ: «وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا» فمعنى ذلك في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده: «إن من كان قبلنا كانوا لا يصلون في مساكنهم، وإنما كانوا يصلون في كنائسهم» . وقوله [وطهورًا] يعني به التيمم، فإنه لم يكن في أمة قبلنا، وإنما شرع له ﷺ ولأمته توسعة ورحمة وتخفيفًا. وقوله ﷺ: «وأحلت لي الغنائم»، فكان من قبله إذا غنموا شيئًا أخرجوا منه قسمًا فوضعوه ناحية، فتنزل نار من السماء فتحرقه. وقوله ﷺ: «وأعطيت الشفاعة» يريد بذلك صلوات الله وسلامه عليه المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون، والمقام الذي يرغب إليه الخلق كلهم ليشفع لهم إلى ربهم، ليفصل بينهم ويريحهم من مقام المحشر، وهي الشفاعة التي يحيد عنها أولو العزم، لما خصه الله به من الفضل والتشريف، فيذهب إلى الجنة قبل الأنبياء، وقول الخازن له: بك أمرت، لا أفتح لأحد

1 / 282