وهو يتحدث كثيرا كما يتحدث كبار الصوفية عن فناء الإنسان، ويتكلم عن زوال الاثنينية، وامحاء أنا وأنت، وهي فكرة شائعة في شعر ابن الفارض وغيره، ولكن جلال الدين يذكر فناء العالم في الله سبحانه في صورة أخرى: يرى أن العالم يرقى إلى الله، حائلا من جماد إلى نبات إلى حيوان فإنسان فملك، ثم يفنى في الله، وقد ذكر بعض الصوفية كعبد الكريم الجيلي صاحب «الإنسان الكامل» ما يؤخذ منه أن الإنسان صلة العالم كله بالله، وهي فكرة جلال الدين في شكل آخر.
كرر هذا القول جلال الدين في المثنوي والديوان، يقول في قصة وكيل صدر بخارى في الجزء الثالث من المثنوي على لسان العاشق الذي لا يبالي بالموت:
أز جمادي مردم ونامي شدم ... إلخ.
صرت، إذ مت جمادا ناميا
مت نبتا صرت حيا ساعيا
مت حيوان إذا بي بشر
كيف أخشى الموت ماذا أحذر
ثم أغدو مائتا بين البشر
طائرا في ملك لا أستقر
ليس لي إلا مسير نحوه
अज्ञात पृष्ठ