أفكر في القافية وحبيبي يقول: لا تفكر إلا في رؤيتي. اطمئن أيها المفكر في القافية فأنت قافية السعادة أمامي. ما الحرف فتفكر فيه؟ إنه الشوق في جدار البستان! إني أمحق القول والحرف والصوت لأناجيك بغير هذه الثلاث، أفشي إليك السر الذي أخفيته عن آدم يا سر العالم ... إلخ.
وكل هذا البيان، وكل هذا الفيض، وهذه الحرقة، وهذا الوجد، يقصر عن تبيين ما في نفسه، فيشكو هذا القصور بين الحين والحين، ويقف حائرا صائحا: إن الذي أحسه وراء الصوت والحرف بل وراء الأسماع والأفهام.
مجملش كفتم نه كردم من بيان
ورنه هم أفهام سوزد هم بهان
قد أجملت وإلا احترقت الأفهام واحترق البيان.
9
ولصاحب المثنوي مهارة وبراعة في تضمين الآيات والأحاديث والملاءمة بينها وبين الوزن بتغيير يسير، مثل قوله:
وز ملك هم بايدم جستن زجو «كل شيء هالك إلا وجهه»
بس عدم كردم عدم چون ارغنون
گويدم: «إنا إليه راجعون»
अज्ञात पृष्ठ