चीनी दर्शन के अध्याय: कन्फ्यूशियस और मेनसियस की पूरी पुस्तकें
فصول من الفلسفة الصينية: مع النص الكامل لكتاب الحوار لكونفوشيوس وكتاب منشيوس
शैलियों
ولكن يبقى من الطبيعي بعد ذلك أن يحب المرء أبويه وأهل بيته أكثر من الجميع، وهذه عاطفة فطرية تتولد تلقائيا في النفس الإنسانية وهي جزء من طبيعتها، أما الحب الشمولي فأمر يضاف إلى هذه الطبيعة من خارجها؛ ولذلك فقد دعمها مو تزو بمؤيدات خارجية تتمثل في الثواب والعقاب الذي تفرضه السلطة السياسية والسلطة الإلهية، بينما يفترض في الفضيلة أن تبذل لذاتها ودون مؤيدات خارجية، وإلا كفت عن أن تكون فضيلة حقة.
فلسفة الحكم (الشعب يأتي أولا)
في الباب الرابع عشر من كتابه يتقدم منشيوس بثلاثة أفكار راديكالية تلخص فلسفته في الحكم والسياسة؛ فهو يرى أن الدولة تتألف من ثلاثة عناصر هي: (1) الأرض ومذابح آلهتها. (2) الشعب. (3) الحاكم. بين هذه العناصر يأتي الشعب في المقام الأول، وفي المقام الثاني الأرض ومذابح آلهتها، وفي المقام الأخير الحاكم؛ لذلك فإن من يكسب قلوب الشعب يغدو ملكا، ومن يكسب قلب الملك يغدو أمير مقاطعة، ومن يكسب قلب أمير مقاطعة يغدو وزيرا. فإذا فشل الحاكم في مهامه وجب استبداله، وإذا جرى تقديم القرابين لآلهة الأرض وفق الأصول وفشلت في منع الجفاف أو الفيضانات المدمرة، فإنها تستبدل أيضا (منشيوس 14: 14). وهذه أول مرة في تاريخ الفلسفة الصينية تطرح مسألة تنحية الحاكم بمثل هذه الجرأة والوضوح؛ فسلطة الحاكم لا تستمد مما يتمتع به من قوة، بل من حب الرعية.
وقد قال في موضع آخر: «الملك تشيه
Chieh
والملك جو
Zhou
خسرا ملكهما لأنهما خسرا الرعية؛ وسبب خسارتهما للرعية هو أنهما خسرا محبتها. إذا أردت أن تظفر بالمملكة عليك أن تكسب قلوب الناس» (منشيوس 7: 9). وقد جاهر منشيوس بآرائه هذه أمام الحكام دون مواربة، على ما نرى في هذه المحاورة: «سأل شوان ملك تشي منشيوس عن الوزراء وكيف يكونون، فقال له منشيوس: عن أي نوع من الوزراء تتحدث؟ قال الملك: هل هنالك أنواع من الوزراء؟ أجابه منشيوس: نعم. هنالك وزراء ينتمون إلى السلالة الملكية وآخرون لا ينتمون إليها. قال الملك: إذن حدثني عن الوزراء الذين ينتمون إلى السلالة الملكية. قال منشيوس: إذا ارتكب الحاكم أخطاء فادحة على هؤلاء أن يعترضوا عليه، فإذا لم يصغ إليهم عليهم أن يخلعوه. وهنا اكفهر وجه الملك وبدا عليه الاستياء، فقال له منشيوس: أرجو ألا تستاء مني يا مولاي؛ فقد سألتني وكان علي قول الحق» (منشيوس 10: 9).
ولم يجد منشيوس حتى في قتل الملك الفاسد جريمة؛ لأنه لم يسلك كملك، وبالتالي فقد تحول إلى شخص عادي، وقتله لا يعد جريمة قتل ملك (وهو أمر محرم في الثقافات الراقية)، وإنما إصدار حكم قضائي بالإعدام، على ما نقرأ في الحوار التالي: «سأل شوان ملك تشي منشيوس: هل صحيح أن شانغ تانغ (أول ملوك أسرة شانغ) نفى وقتل شيا تشي (آخر ملوك أسرة شيا؟) وأن الملك وو حمل بجيشه على الملك جو (وتسبب في موته؟) أجابه منشيوس: هكذا تقول الأخبار. فسأله الملك شوان: وهل يحل قتل الملوك؟ أجابه منشيوس: إن من يفسد في الأرض خائن لشعبه، والذي يعيق الفضيلة مخرب، وكلاهما منبوذ. لقد سمعت أن الملك وو نفذ حكم الإعدام بحق الملك جو لأنه ارتكب جريمة قتل الملوك» (منشيوس 2: 8).
وبين خلع الحاكم وقتله هنالك خيار ثالث، وهو النفي الذي يترك فرصة لمراجعة النفس والتوبة، على ما نقرأ في الحوار التالي: «قال صن تشو لمنشيوس: لقد قام الوزير ين ين بنفي ملكه الجديد تاي تشيا إلى تونغ لافتقاده إلى الإحسان والصلاح؛ فسرت الرعية بذلك، وعندما استعاد الملك طيبته أعاده الوزير إلى العرش فسرت الرعية بذلك أيضا. فهل يحق لوزير مهما كان فاضلا أن ينفي سيده بحجة افتقاده للفضيلة؟ أجابه منشيوس: نعم؛ إذا كانت دوافعه إلى ذلك مثل دوافع ين ين وإلا عد مغتصبا» (منشيوس 11: 31).
अज्ञात पृष्ठ