الفصل الثاني والخمسون
الفرار
أما جرح ميلادي فكان كما قال اللورد خفيفا جدا، فلم يمض عليها قليل حتى فتحت عينيها وأخذت تتحايل في إظهار الألم والضعف، ولم يكن ذلك صعبا على أمثالها من الماكرات، وكانت آمالها معلقة على فلتون من يوم استهوته وعشقها. فلما كانت الساعة الرابعة من الصباح قدم الطبيب فوجد أن الجرح قد التأم ولم ير حاجة لسبره، وقال: أن لا خطر عليها، وانصرف وصرفت هي الخادمة بحجة أنها في حاجة إلى النوم. وكان ظنها أن ترى فلتون فخاب أملها، وجالت وساوسها وجعلت تقوم وتقعد كأنها على نار وهي في خشية من أن يكون اللورد قد اطلع على بعض أمره معها فمنعه عنها، فسألت الحارس عنه فقال لها إنه ركب جواده من ساعة وذهب، وأن اللورد لم يزل في القصر. ثم لم يمض قليل حتى تبدلت الحراس على الباب بجماعة لا يعرفون فلتون ولا يأذنون له بالدخول عليها، فهاجت بلابلها واضطربت أفكارها، حتى إذا كانت الساعة السادسة أقبل عليها اللورد ونتر مدججا بسلاحه، فعرفت من نظرته أنه عارف بدخيلة أمرها، فقال لها: إنك اليوم لا تقدرين على قتلي، فأنت عزلاء وأنا كمي، ولقد رأيتك تتلاعبين بفلتون فخشيت عليه عاقبة دهائك فأبعدته عنك، فلست ترينه بعد اليوم أبدا، فتهيأي للسفر فإني مرحلك غدا في الرابع والعشرين من هذا الشهر ويكون أمر نفيك في يدي غدا عند الظهر موقعا عليه من اللورد بيكنهام، وإذا نبست بكلمة وأنت نازلة إلى الفلك فأنت مقتولة لا محالة، ثم إذا كلمت أحدا في السفينة بغير إذن رئيسها فهو مأمور بأن يطرحك في البحر، وهذا ما أقوله لك اليوم. ثم خرج وترك في صدرها منه حزازات. ولما كان المساء جيء لها بالطعام فأكلت، حتى إذا أظلم الليل سمعت نقرا على زجاج النافذة، فالتفتت فبصرت برجل واقف وراءها، فأسرعت وفتحت النافذة وصاحت: أفلتون أنت؟ فوا بشراي فقد خلصت. قال: نعم، ولكن اصمتي، فإنه يجب أن أقتلع مصراعي النافذة وأنا أخشى أن يرانا أحد من خادعة الباب. قال: لا تخش، فإنها قد أقفلوا الرتاج، فما علي أن أفعل؟ قال: لا شيء سوى أن ترتدي بثيابك وتلبثي في فراشك حتى أفرغ من العمل فأدعوك، فهل تقدرين على اتباعي؟ قالت: نعم، ولو إلى برك الغماد. قال: وجرحك؟ قالت: يؤلمني، ولكن لا يمنعني من المسير. قال: إذن فتهيأي لإشارتي. فأطفأت القنديل وذهبت إلى فراشها وجلست لا تسمع إلا احتكاك المبرد على حديد النافذة يكاد يضيعه هزيم الريح، واستمر فلتون على عمله ساعة خالتها ميلادي دهرا حتى فرغ، فقال لها: أمستعدة أنت؟ قالت: نعم، فهل أحمل معي شيء؟ قال: أما عندك مال؟ قالت: نعم. وأعطته كيسا مملوءا ذهبا، فقال لها: هلمي، فصعدت على كرسي وأطلت من النافذة فرأت فلتون معلقا تحتها بسلم من حبال، فارتاعت لمنظرها وهابها علو القصر، فقال لها: هل تخشين النزول؟ قالت: لا، فإني أغمض عيني فلا أرى. قال: أفتثقين بي؟ قالت: وبمن أثق سواك؟ قال: فأدني يديك. فأدنتهما، وربطهما بحبل في السلم، فقالت: ما تصنع؟ قال: ضعي ذراعك على عنقي ولا تخشي بأسا. قالت: أخشى أن أرجح عنك فنهوى كلانا إلى الأرض. قالت: لا تخافي، فأنا أعلم منك بذلك. ففعلت ما قال لها، وتمسكت بعنقه وأرسلت نفسها إلى خارج النافذة، فأخذ ينزل بها رويدا درجة فدرجة والرياح تهب عليهما فيتنوحان في الهواء، وفيما هو ينزل إذا به قد وقف، فقالت له: ما بالك؟ قال: صه، فإني أسمع وقع أقدام. فقالت: ويلاه، قد رأونا. فأصغى برهة ثم قال: لا، فلم يجر شيء، فقالت: وما هذا الصوت الذي أسمع؟ قال: صوت العسس الذين يمرون حول القصر. قالت: قل قد رأونا. قال: لا، فإن السماء لا تبرق، فقالت: ها هم. فأسكتها ولبث وإياها معلقين على ذلك الحبل لا يتحركان ولا يتنفسان إلا اختلاسا، وهم على ستة أقدام من الأرض حتى مر بهما رجال العسس يتحادثون ويتضاحكون، فكان لهما ساعة تشيب لها الأطفال من الرعب والجزع. فلما أبعد الرجال قال فلتون: قد نجونا والحمد لله. فشهقت ميلادي شهقة وأغمي عليها، فنزل بها فلتون حتى بلغ الأرض، وكان الكيس في فمه، فحمل ميلادي على ذراعيه وسار بها نحو البحر بين الصخور حتى بلغ الشاطئ، فنفخ في بوق كان معه فأجيب بمثله، ثم ظهر له زورق فيه أربعة رجال، فدنا منهم حتى قاربهم، ثم غاص في البحر وهو حامل ميلادي حتى دانى الزورق ، فألقاها فيه وصعد وراءها، وكان البحر مزبدا والزورق يعلو ويسفل مع الأمواج، ثم قال للنوتية: أسرعوا إلى الفلك. فأعملوا المجاذيف، فطار بهم الزورق على وجه الماء. وكان الظلام حالكا جدا فلم يرهم أحد، ولم يكن على البحر إلا نقطة سوداء تتحرك وهي الفلك. وبينما الزورق يسير بهم حل فلتون يدي ميلادي ورش على وجهها من ماء البحر، فشهقت شهقة عظيمة وقالت: أين أنا؟ قال: ناجية أنت بإذن الله. فقالت - وقد نظرت حولها: بلى والله، فهذه السماء وهذا البحر مصداق على ما تقول، جزاك الله خيرا. وكان الزورق قد اقترب من الفلك، فنادى النوتية بأصحابه فأجابوهم، فقالت ميلادي: لمن هذا الفلك؟ قال: لك. قالت: وإلى أين يمضي بي؟ قال: إلى حيث تشائين، بشرط أن تنزليني على ميناء بورت سموث. قالت: وما تصنع هناك؟ قال: أمضي في أمر رسمه لي اللورد ونتر؟ قال: وأي أمر هو. قال: أن يوقع لي على الأمر بنفيك، وقد تحذر مني اللورد فعزم على أن يحرسك عني وأرسلني في هذا الأمر. قالت: إذا كان كذلك زعمه فكيف سلمك الأمر. قال: يزعم أني لا أدري ما أحمل. قال: إذن أنت ذاهب؟ قال: من غير بد لأن بيكنهام مسافر غدا مع الأسطول إلى روشل. قالت: ويلاه، لا يجب أن يذهب. قال: إنه لا يذهب فاطمئني. فنظرت في وجهه فإذا كأنها تقرأ موت بيكنهام على جبينه، فاستبشرت وقالت: لله درك من شجاع يا فلتون، فأنا أموت لموتك وأحيا لحياتك. قال: صه، فقد وصلنا، فنظرت وإذا بالزورق قد صار إلى جانب الفلك. فصعد فلتون إليه وأصعد ميلادي معه، وقال للرئيس: هذا الذي أخبرتك عنه تأخذه إلى فرنسا سليما لا ضر فيه. قال: نعم، على أن يعطيني ألف دينار. قال: هي لك وتأخذ منها الآن خمسمائة. ودفع إليه المال، فقالت له ميلادي: وهذه مثلها خمسمائة أخرى. قال: والله لا آخذ منها فلسا حتى أصل بك سالمة إلى بولونيا. قالت: بارك الله فيك وسأعطيك ألف دينار أخرى، فقال فلتون: فخذنا الآن إلى مينا كذا، فأنت تعرفها. فسار الرئيس بالفلك حتى بلغ المينا المقصود عند الصباح، وكان فلتون أثناء ذلك يقص على ميلادي كيف أنه خالف الأمر بالذهاب إلى لندرة وسعى في جلب الفلك وكيف صعد على جدار القصر وخلصها، فنظرت إليه ميلادي فرأت هائجا يزيد حنقا على بيكنهام، فلم تجد حاجة لإغرائه به، ثم ودعته وواعدته إلى الساعة العاشرة إذا عاد إليها ذهب معها وإلا سارت وحدها إلى فرنسا، وإذا ذهب هو بعد ذلك فيجدها في دير الكرمليين في بيتين.
الفصل الثالث والخمسون
فيما جرى في بورت سموث في 22 آب سنة 1628
ثم ودع فلتون ميلادي وداع أخ لأخته وقبل يدها، وكان يمازج كلامه لهجة غضب واستبسال، وركب الزورق وسار به قاصدا ميناء بورت سموث وهو لا يحول نظره عن ميلادي حتى بلغ الشاطئ، فأشار إليها إشارة السلام وذهب إلى المدينة. وكان الميناء مكتظا بالسفن تظهر أدقالها كالغابة تحرك أشجارها الريح. وكان في قلب فلتون من بيكنهام وزير جاك الثالث وشارل الأول ملكي إنكلترا حزازات تحرق صدره وتثير عواطف الانتقام فيه، وقد زاده حنقا وهياجا قصة ميلادي حتى صار يرى قتل بيكنهام فرضا واجبا وأمرا لا بد منه. وكان وصوله إلى الميناء في نحو الساعة الثامنة من الصباح، وكان البوق ينفخ في أحياء المدينة لجمع الجيش وركوب البحر، فوصل فلتون إلى قصر بيكنهام وهو معفر الثياب أصفر الوجه، وعزم على الدخول فمنعه الحاجب، فدعا برئيس الحجاب وأراه الرسالة وقال: إني رسول مستعجل من قبل اللورد ونتر. وكان اللورد ونتر من أقرب الناس إلى بيكنهام وأودهم إليه، فأذن لفلتون فدخل. وكان قد وصل عند دخوله فارس يلهث جواده تعبا، فدخل القصر أيضا وطلب الدخول إلى بيكنهام. وإذ كان الحاجب يعرف مكانة اللورد ونتر عند بيكنهام أذن لفلتون بالدخول أولا، ثم قاده إلى باب غرفة فيها اللورد ودخل وقال له: بالباب رسول من قبل اللورد ونتر. قال: فليدخل. فدخل فلتون فوجد اللورد جالسا على مرتبة وفي يده ثوب فاخر موشى بالذهب يريد أن يلبسه، فقال لفلتون : لماذا لم يحضر اللورد ونتر بنفسه؟ فإني أنتظره من الصباح. قال: لقد قال لي اللورد يا مولاي أن أبلغك أن الذي منعه من الحضور حراسة القصر. قال: نعم، أنا أعرف ذلك فإنه فيه أسيرة. قال: وفي شأن هذه الأسيرة أتيتك. قال: هات ما عندك. قال: يجب أن أكون وإياك لا ثالث بيننا. فأشار اللورد إلى الحاجب فخرج، وقال: قد خلونا فتكلم. فقال: قد كتب إليك اللورد يلتمس منك التوقيع على صك النفي لامرأة تدعى كارلوت باكسون. قال: نعم، وقد أمرته بالحضور أو بإرسال الصك. قال: هو هذا. وناوله الأمر، فأخذه اللورد وقرأه، ثم استمد بالقلم ليوقع عليه، فقال له فلتون: رويدك يا مولاي، فإن هذا الاسم ليس بالاسم الحقيقي. قال: أنا أعرف ذلك. قال: أنت تعرف اسمها الأصلي؟ قال: نعم، ثم أدنى القلم من الورقة فاصفر وجه فلتون وقال: إذن فاكتبه باسمها الحقيقي ميلادي ونتر. قال: إني عارف بما أكتب، فما هذا السؤال؟ قال: أتغير اسمها ولا يبكتك ضميرك. قال: ما هذه الأسئلة التي لا ضرورة تدعوني للجواب عليها؟ قال: بل تجيب يا مولاي، فإن الأمر أعظم مما تفكر به؟ فظن لورد أن فلتون يتكلم بلسان مرسله، فجاراه في كلامه وقال: لا شيء يمس الضمير، فإن اللورد يعلم أن ميلادي امرأة مجرمة فاجرة. ثم وضع القلم على القرطاس، فصاح به فلتون وقد تقدم إليه: إنك لا توقع على هذا الصك يا ميلورد. قال: لماذا؟ قال: لأنه يجب عليك أن تنزل بنفسك فتحاكم ميلادي. قال: إنها تحاكم في توبرن حيث تنفى؛ فإنها فاجرة عاهرة. قال: بل هي يا مولاي ملك كريم، وأنا ألتمس منك إطلاقها. قال: أمجنون أنت يا فتى حتى تكلمني بهذا الكلام؟ قال: إني أتكلم بما أصل إليه، فاحذر من عواقب ما تفعل. قال: كيف قلت؟ أتتوعدني؟ قال: معاذ الله، ولكني أقول لك إن الكأس قد طفحت، فلم تعد تحمل نقطة، وأنا أخشى أن يكون فعلك هذا آخر جرائمك فيجري عليك القصاص. قال: يجب أن تخرج من هنا. قال : لا، بل يجب أن تسمع لي إلى النهاية، فإنك قد فحشت بهذه الامرأة ودنستها وشفيت غليلك منها، فدعها تذهب حرة لوجه الله تعالى، وهذا ما أطلبه منك، فاحذر عاقبة أمرك فإن إنكلترا قد ضاقت منك وكلت من أفعالك، فأنت مقر غضب الله والناس، أما الله فيعاقبك في الآخرة وأما أنا فأعاقبك اليوم. فخطا بيكنهام إلى الباب وقال: إن هذا لا يطاق. فحال فلتون بينه وبين الباب وقال له: أقول لك وقع على الصك بإطلاق ميلادي، فإنك قد فضحتها. قال: اخرج أو أنادي الخدم عليك. قال: لا أخرج ولا أدعك تنادي، ثم اعترض بينه وبين الجرس وقال: اذكر الآن أنك بين يدي الله. قال: بل بين يدي الشيطان. ومد بها صوته ليجلب الخدم، فقال له فلتون وهو يدني منه الورقة: وقع بالإطلاق يا لورد، فقال: أتجبرني اضطرارا؟ إلي يا قوم. ثم وثب إلى سيفه فلم يمكنه فلتون من استلاله حتى شهر خنجره، وإذا بالخادم قد دخل وهو يقول: رسالة من فرنسا يا لورد. فدهش اللورد لهذا الخبر حتى نسي فلتون، فاغتنم فلتون فرصة اندهاشه ووجاه بالمدية في خاصرته فغاصت إلى النصاب، فصاح اللورد: قتلتني يا قاتل. وصاح الحاجب إلينا يا قوم. ونظر فلتون حوله فرأى الباب مفتوحا، فوثب منه وفر هاربا حتى إذا بلغ السلم صادف اللورد ونتر داخلا ورآه اللورد أصفر الوجه ملطخا بالدماء، فقبض عليه وقال: كان هذا في حسابي. ثم سلمه إلى الجند فأخذوه إلى مكان حتى يصدر الأمر بشأنه، وذهب اللورد ونتر إلى غرفة بيكنهام ودخل وراءه الفارس الذي قدم بعد فلتون، فلما رآه بيكنهام صاح وهو قابض على جرحه بيده: يا لابورت، أمن قبلها آت أنت؟ قال: نعم يا مولاي. وكان ذلك الرجل حاجب الملكة حنة، فقال له اللورد: صه لا يسمعوك. وأشار إلى الناس فخرجوا، وذاع الخبر واضطرب القصر والمدينة، وأغمي على اللورد. وبلغ اللورد ونتر أن ميلادي قد فرت على سلم من الحبال معلق على نافذتها، فدخل على الدوق بيكنهام، وكان قد أفاق من إغمائه، فقال: دعوني يا قوم أنا والحاجب ولابورت قليلا. ثم التفت إلى ونتر فقال له: أبعثت لي من يقتلني يا لورد؟ فقال: وا كرباه لكربك والله، لا عزاء بعدك. ثم خرج وهو يبكي أشد البكاء، فلما خلا بهم المكان جثا لابورت على قدمي اللورد بيكنهام وقال: سليم أنت إن شاء الله يا مولاي. فقال بيكنهام - وصوته يتقطع بحشرجة الموت: ماذا كتبت لي؟ اقرأ على عجل فإن ساعاتي قصيرة. فأعطاه الرسالة، فأجال فيها نظره فلم يقدر على قراءتها، فقال: اقرأ أنت. فقرأ:
أيها اللورد، أستحلفك بالحب الذي بيننا وأنشدك ما ألقى من ألم البعاد أن تكف الحرب عن فرنسا، فإنهم يعزونها لحبك لي، وقد تتدمر بها فرنسا وإنكلترا ويلحقك منها لا سمح الله ما لا عزاء لي بعده، فاحرص على حياتك الغالية لدي. والسلام عليك من حنة دوتريش.
فقال اللورد: أما عندك شيء غير ذلك؟ قال: نعم. قالت لي الملكة أن أوصيك بالحذر على نفسك لأنهم يحاولون قتلك. قال: ثم ماذا؟ قال: وأن أقول لك إنها تحبك وهي لك عاشقة أبدا. فقال اللورد: إذن أموت سعيدا. ثم دعا بالعلبة التي أخذها من الملكة فأعطاها للابورت، ثم أخذ يفتش حوله وهو يقول: وتأخذ أيضا هذا. وهو لا يهتدي إلى ما يفتش عليه حتى وقعت يده على الخنجر، فقال: وتأخذ هذا أيضا للملكة. ثم تمدد على فراشه وجاد بنفسه وهو يحاول التبسم، فصاح حاجبه بالحرب وأخذ يعول. وكان الطبيب قد حضر فنظر إليه وقال: قد قضي الأمر، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ثم دخلت على أثره الناس ورأى اللورد ونتر بيكنهام قتيلا، فدخل على فلتون حيث كان مسجونا وقال له: ثكلتك أمك، ماذا فعلت؟ قال: قتلته لأنه رفض طلبك لي رتبة قائد. ثم حول نظره إلى البحر فرأى شراع الفلك، فوضع يده على صدره وقال: أسألك مكرمة يا لورد. قال: ما ذاك؟ قال: ما الساعة الآن؟ قال: التاسعة. وكانت ميلادي قد عجلت قبل الميعاد بساعة لما سمعت صوت المدفع منذرا بحلول القضاء . فجعل فلتون ينظر إلى البحر وهو يقول: لا مرد لأمر الله، فقال له اللورد ونتر: إنك تموت وحدك الآن، أما التي خلصتها فوالله لألحقنها بك عن قريب، ثم تركه وسار إلى الميناء.
الفصل الرابع والخمسون
في فرنسا
अज्ञात पृष्ठ