रहमान के वली और शैतान के वली के बीच फुर्कान

इब्न तैमिया d. 728 AH
94

रहमान के वली और शैतान के वली के बीच फुर्कान

الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

अन्वेषक

عبد القادر الأرناؤوط

प्रकाशक

مكتبة دار البيان

प्रकाशक स्थान

دمشق

نبهنا على بعضه في غير هذا الموضع. وهؤلاء لما رأوا أمر الرسل، كموسى وعيسى ومحمد ﷺ قد بهر العالم، واعترفوا بالناموس الذي بعث به محمد ﷺ، أعظم ناموس طرق العالم، ووجدوا الأنبياء قد ذكروا الملائكة والجن، أرادوا ان يجمعوا بين ذلك، وبين أقوال سلفهم اليونان، الذين أبعد الخلق عن معرفة الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأولئك قد أثبتوا عقولا عشرة، يسمونها: المجردات، والمفارقات. وأصل ذلك مأخوذ من مفارقة النفس للبدن، وسموا تلك: المفارقات لمفارقتها المادة، وتجردها عنها. وأثبتوا الأفلاك، لكل فلك نفسا، وأكثرهم جعلوها أعراضا، وبعضهم جعلوها جواهر. خصائص النبوة عند ابن سينا وغيره من المتفلسفة وهذه المجردات التي أثبتوها، ترحع عند التحقيق إلى أمور موجودة في الأذهان، لا في الأعيان (كما أثبت أصحاب فيثاغورس أعدادا مجردة، و) كما أثبت أصحاب أفلاطون الأمثال الافلاطونية المجردة، أثبتوا هيولى مجردة عن الصورة، ومدة وخلاء مجردين، وقد اعترف حذاقهم، بأن ذلك إنما يتحقق في الأذهان، لا في الأعيان، فلما أراد هؤلاء المتأخرون منهم، كابن سينا، أن يثبت أمر النبوات

1 / 98