رجعنا إلى الجامعة بعد ظهر يوم أحد. وفي طريق عودتنا إلى إنجولشتات لم نلتق إلا بأشخاص مبتهجين. ارتفعت معنوياتي وكنت أسير في نشاط وبهجة وامتلأ قلبي بالفرح.
الفصل الثامن
فرانكنشتاين يعود إلى وطنه
عندما عدت إلى المنزل وجدت خطابا من أبي في انتظاري. فتحته في سعادة ووجدت أنه يحتوي على أخبار سيئة. قرأت كلمات أبي ببطء: «ليست هناك طريقة سهلة أخبرك بها هذا، مات أخوك ويليام.»
اغرورقت عيناي بالدموع، ومضيت في قراءة الخطاب: خرجت أسرتي للتمشية كعادتهم بعد تناول العشاء، وكان المساء دافئا وهادئا لذا قرروا المكوث خارج المنزل لوقت أطول من المعتاد. سار أبي وإليزابيث وراء ويليام وإيرنست، وبدلا من أن يلحقا بهما قررا الجلوس وانتظار الصبيين إلى حين عودتهما. وعندما عاد إيرنست أخبرهما أن ويليام ركض كي يختبئ وهما يلعبان معا، لكنه لم يستطع العثور عليه في أي مكان.
ارتعد أبي وإليزابيث، وبدءوا جميعا في البحث عنه في الحال. أمضوا ساعات وساعات لكنهم لم يتمكنوا من العثور عليه، فاستدعوا الشرطة وتجمع فريق للبحث، وقضوا الليل كله يبحثون عن ويليام. بحثوا في كل مكان وكل ركن يمكن أن يختبئ فيه طفل صغير لكن دون طائل. لم ينبس أحد من فريق البحث ببنت شفة، لكنهم جميعا خافوا أن يكون قد وقع مكروه لويليام المسكين. وكانت ليلة مفجعة لإليزابيث.
في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي عثر أبي على أخي، وقد وقع أسوأ ما كان يخشاه: كان ميتا. حزن أبي والجميع حزنا جما.
وكتب أبي في الخطاب: «ارجع يا فيكتور، فأنت الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يساند إليزابيث في هذا الوقت العصيب.»
كان وقع الخبر على إليزابيث أصعب من وقعه على أي فرد في الأسرة، فقد ظنت أن الخطأ خطؤها؛ فهي التي أعطت ويليام في هذا الصباح قلادة ذهبية تخص والدتنا، وظنت أنه لا بد أن القلادة هي التي تسببت في الحادث السيئ، فقطعا التقى به لص وحاول أن يأخذ القلادة. لو لم تعطه إياها لكان لا زال على قيد الحياة.
وضعت الخطاب على الطاولة وأجهشت في البكاء.
अज्ञात पृष्ठ