بهذه الكلمات بدأت الرحلة الطويلة إلى ألمانيا. استلقيت في المقعد ونظرت من نافذة العربة إلى منزلي الذي أخذ يتضاءل شيئا فشيئا في الفضاء. ولأول مرة في حياتي صرت وحيدا تماما.
الفصل الرابع
فرانكنشتاين يلتحق بالجامعة
استغرقت الرحلة ثلاثة أيام سفر طويلة للوصول إلى إنجولشتات. ومن فرط التعب فاتني جمال المدينة المحيطة بالجامعة. وأمضيت الكثير من الوقت من الأسبوع الأول في حجرتي أستعد للدروس.
جاء يوم الاثنين، وأخذت خطاب التعريف الخاص بي إلى الأساتذة الجامعيين. استقبلني أستاذ العلوم الجديد، الأستاذ كريمب، بفتور. سألني وقد استقرت نظارته فوق طرف أنفه عما درست. فأخبرته عن كل الكتب التي اطلعت عليها عندما كنت صغيرا، وأخبرته أيضا كيف تعلمت كل شيء قدر استطاعتي عن عالم الطبيعة ثم بدأت أدرس الرياضيات. ولما عرف أي علماء قرأت لهم بدأ يصيح: «هراء! كل ذلك هراء!» ثم غمس قلمه في الحبر وكتب في عجالة لبرهة.
ثم قال لي: «ابدأ من هنا. احفظ هذه الكتب عن ظهر قلب. لا بد أن تبدأ من جديد اعتبارا من اليوم.»
أخذت الورقة التي أعطاني إياها. ثم نظر إلي نظرة صارمة وأضاف: «سأعلمك العلوم الطبيعية اعتبارا من الاثنين القادم، وسيعلمك الأستاذ والدمان الكيمياء يوما ويوما. هذا كل شيء.»
قلت في هدوء: «أشكرك يا أستاذ . لن أدخر وسعا لأعوض ما فاتني قبل ذلك الحين.»
أومأ الأستاذ كريمب برأسه، ثم غادرت مكتبه وأنا منزعج لأنني متأخر للغاية.
بدأت دروسي الأسبوع التالي. وكان الأستاذ والدمان يكبر الأستاذ كريمب سنا. بدأ شعره البني يتحول إلى الرمادي إلى جانب أذنيه. ومع أنه كان قصير القامة فقد كان له صوت جهوري.
अज्ञात पृष्ठ