وفرقة قالت الإمام عالم بكل شيء وهو الله عز وجل وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ويحيى ويميت وأبو مسلم نبي مرسل يعلم الغيب أرسله أبو جعفر المنصور وهم من الروندية أصحاب عبد الله الروندي وشهدوا أن المنصور هو الله جل الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا فإنه يعلم سرهم ونجواهم وأعلنوا القول بذلك ودعوا اليه فبلغ قولهم المنصور فأخذ منهم جماعة فأقروا بذلك فاستتابهم وأمرهم بالرجوع عن قولهم ذلك فقالوا المنصور ربنا وهو يقتلنا شهداء كما قتل أنبيائه ورسله على يدي من شاء من خلقه وأمات بعضهم بالهدم والغرق وسلط على بعضهم السباع وقبض أرواح بعضهم فجأة وبالعلل وكيف شاء وذلك له يفعل ما يشاء بخلقه لايسئل عما يفعل فثبتوا على ذلك إلى اليوم وادعوا أن أسلافهم مضوا على هذا القول ولكنهم كتموه عن الناس وكان ذلك ذنبا منهم يتوب الله منه عليهم وليس هو بمخرجهم من الإيمان ولا من طاعة إمامهم وأما الشيعة العلوية الذين قالوا بفرض الإمامة لعلي بن أبي طالب عليه السلام من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم فإنهم ثبتوا على إمامته ثم إمامة الحسن من بعده ثم إمامة الحسين بعد الحسن ثم افترقوا بعد قتل الحسين عليه السلام فرقا فنزلت فرقة إلى القول بإمامة علي بن الحسين وكان يكنى بأبي محمد ويكنى بأبي بكر وهي كنيته الغالبة عليه فلم تزل مقيمة على إمامته حتى توفي بالمدينة في المحرم في أول سنة أربع وتسعين وهو ابن خمس وخمسين سنة وكان مولده في سنة ثمان وثلاثين وأمه أم ولد يقال لها سلافة وكانت تسمى قبل أن تسبى جهانشاه وهي ابنة يزدجرد بن شهريار بن كسرى ابرويز بن هرمز وكان يزدجرد آخر ملوك فارس
पृष्ठ 53