161

Fiqh Principles: Authenticity and Guidance

القواعد الفقهية بين الأصالة والتوجيه

शैलियों

وقت سجود السهو المثال الثالث في ذلك: سجود السهو: فلو أن رجلًا سها في صلاته لكان عليه أن يسجد سجود السهو، ولكنه لا يعرف هل يسجد قبل السلام أم بعده. والخلاف بين العلماء على أقوال ثلاثة: قبل السلام، وهذا قول الشافعي. القول الثاني قول الأحناف: أن كل السجود بعد السلام. والمالكية هم الذين قالوا بالفرق بين السهو بالزيادة والنقصان، فإذا زاد في الصلاة فيكون السجود بعد السلام، للحديث الصحيح في البخاري (أن النبي ﷺ بعدما أتم الركعتين سلم)، وهذا حديث يدل على أن الزيادة يكون السجود فيها بعد السلام. وحديث عبد الله بن بحينة في السنن (أن النبي ﷺ لم يجلس للتشهد في الركعتين الأوليين، فبعد ما أكمل انتظر الناس سلامه فلم يسلم فكبر وسجد ثم سلم) فهو أنقص من الصلاة التشهد الأوسط، فسجد قبل السلام، وهذا حديث ظاهر جدًا في أن سجود السهو يكون قبل السلام. وعن عبد الله بن جعفر أن النبي ﷺ قال: (من شك في صلاته فليسجد بعد السلام سجدتين). وفي رواية أخرى في الصحيح قال: فيها النبي صلى الله عليه (من صلى فلم يدر أصلى ثلاثًا أم أربعًا فليبنِ على ما استيقن وليسجد قبل أن يسلم). ولكي نعمل الكلام ولا نهمله نقول: إنه إذا زاد المصلي في صلاته سجد للسهو بعد السلام. وإعمالًا لحديث عبد الله بن بحينة ﵁ وأرضاه أن النبي ﷺ نقص من الصلاة في التشهد الأوسط، فسجد قبل السلام فنقول: إنه عند النقصان يكون سجود السهو قبل السلام، ولكن النبي ﷺ تارة قال: يسجد قبل السلام، وتارة قال: يسجد بعد السلام، وأرجح الأقوال وهذا الذي تبناه الشوكاني وهو أقوى الأقوال، وهو أنه عند الشك مخير بين أن يسجد قبل السلام أو يسجد بعده، وهذا شامل لكل الأحكام التي تتعلق بكل حديث من هذه الأحاديث، وفيه تطبيق لقاعدة: إعمال الكلام أولى من إهماله.

16 / 7