Fiqh of Worship by al-Uthaymeen

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
43

Fiqh of Worship by al-Uthaymeen

فقه العبادات للعثيمين

शैलियों

السؤال (٦٠): فضيلة الشيخ، ما هي عقيد السلف في القرآن الكريم؟ الجواب: عقيدة السلف في القرآن الكريم كعقيدتهم في سائر صفات الله تعالى وأسمائه، وهي عقيدة مبنية على ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وكلنا يعلم أن الله ﷾ وصف القرآن الكريم بأنه كلامه، وأنه منزل من عنده، فقال جل وعلا: (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) (التوبة: ٦)، والمراد بلا ريب بكلام الله هنا: القرآن الكريم، وقال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (النمل: ٧٦)، فالقرآن كلام الله تعالى لفظًا ومعنى، تكلم به حقيقة، وألقاه إلى جبريل الأمين، ثم نزل به جبريل على قلب النبي ﷺ، ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين، ويعتقد السلف أن القرآن منزل نزله الله ﷿ على محمد ﷺ منجمًا في ثلاث وعشرين سنة، حسب ما تقتضيه حكمة الله ﷿. ثم إن نزوله يكون ابتدائيًا ويكون سببيًا، بمعنى أن بعضه ينزل لسبب معين اقتضى نزوله، وبعضه ينزل بغير سبب، وبعضه ينزل في حكاية حال مضت للنبي ﷺ وأصحابه، وبعضه ينزل في أحكام شرعية ابتدائية، على حسب ما ذكره أهل العلم في هذا الباب، ثم إن السلف يقولون: إن القرآن من عند الله ﷿ ابتداءً، وإليه يعود في آخر الزمان، هذا هو قول السلف في القرآن الكريم. ولا يخفى علينا جميعًا أن الله تعالى وصف القرآن الكريم بأوصاف عظيمة، وصفه بأنه حكيم، وبأنه كريم، وبأنه عظيم، وبأنه مجيد، وهذه الأوصاف التي وصف الله بها كلامه، تكون لمن تمسك بهذا الكتاب، وعمل به ظاهرًا وباطنًا، فإن الله تعالى يجعل له من المجد، والعظمة، والحكمة، والعزة، والسلطان، ما لا يكون لم يتمسك بكتاب الله ﷿، ولهذا أدعو من هذا المنبر جميع المسلمين، حكامًا ومحكومين، علماء وعامة، أدعوهم إلى التمسك بكتاب الله ﷿ ظاهرًا وباطنًا، حتى ينالوا رضا الله، وتكون لهم العزة، والسعادة، والمجد، والظهور في مشارق الأرض ومغاربها. أبرز أحكام التلاوة

1 / 95