137

Fiqh As-Seerah

فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة

प्रकाशक

دار الفكر

संस्करण संख्या

الخامسة والعشرون

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٦ هـ

प्रकाशक स्थान

دمشق

शैलियों

القسم الرابع أسس المجتمع الجديد
الأساس الأول (بناء المسجد)
لقد كانت هجرة رسول الله ﷺ إلى المدينة، تعني نشأة أول دار إسلام إذ ذاك على وجه الأرض، وقد كان ذلك إيذانا بظهور الدولة الإسلامية بإشراف منشئها الأول محمد ﵊.
ولذا فقد كان أول عمل قام به الرسول ﷺ، أن أقام الأسس الهامة لهذه الدولة ولقد كانت هذه الأسس ممثلة في هذه الأعمال الثلاثة التالية:
أولا: بناء المسجد.
ثانيا: المؤاخاة بين المسلمين عامة والمهاجرين والأنصار خاصة.
ثالثا: كتابة وثيقة (دستور) حددت نظام حياة المسلمين فيما بينهم، وأوضحت علاقتهم مع غيرهم بصورة عامة واليهود بصورة خاصة.
وسنبدأ، فنتحدث عن بناء المسجد أولا:
«قلنا فيما مضى: إن ناقته ﷺ بركت في موضع كان لغلامين يتيمين من الأنصار، وكان أسعد بن زرارة قد اتخذه مصلّى قبل هجرة رسول الله ﷺ إلى المدينة، فكان يصلّي بأصحابه فيه. فأمر رسول الله ﷺ أن يبنى ذلك الموضع مسجدا، ودعا الغلامين- وكانا في كفالة أسعد بن زرارة ﵁ فسام رسول الله ﷺ فيه، فقالا: بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله ﷺ حتى ابتاعه منهما بعشرة دنانير «١» .
وكان فيه شجر غرقد ونخل وقبور قديمة لبعض المشركين، فأمر رسول الله ﷺ بالقبور فنبشت وبالنخيل والشجر فقطعت، وصفّت في قبلة المسجد، وجعل طوله مما يلي القبلة إلى

(١) رواه البخاري: ٤/ ٢٥٨ وابن سعد في الطبقات: ٢/ ٤ وانظر إعلام الساجد في أحكام المساجد للزركشي: ص ٢٢٣، وغيره من كتب السيرة. إلا أنه ليس في البخاري أن الرسول ابتاعه منهما بعشرة دنانير. قال في الفتح: ووقع عند موسى بن عقبة أنه اشتراه منهما بعشرة دنانير. وزاد الواقدي أن أبا بكر دفعها لهما عنه.

1 / 142