Fiqh al-Usrah
فقه الأسرة
शैलियों
أهمية صلة الأرحام
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد: فسيكون حديثنا اليوم عن أمرٍ عظيم وحق جليل كريم، عن حق من الحقوق التي فرضها الله على الأزواج والزوجات، فلا يمكن أن تستقيم بيوت المسلمين وأن تتم الألفة والمحبة والمودة إلا بالقيام بهذا الحق وأدائه على الوجه الذي يرضي الله ﷿، هذا الحق وصّى الله ﷿ به عباده من فوق سبع سماوات أن يتقوه، وأن يتقوا الله في الأرحام، فقال ﷾: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:١] .
إنها الرحم خلقها الرحمن، واشتق لها اسمًا من اسمه، فهو الرحمن وهي الرحم، من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله، ومن قطعه الله فلا تسأل عن حاله، في ضيعةٍ وخسارةٍ ووبال والعياذ بالله! هذا الحق هو حق الأرحام والدا الزوج ووالدا الزوجة فقد فرض الله ﷿ على المؤمن أن يتقيه سبحانه في الرحم، وواجب على كل زوج إذا أراد أن يوفقه الله في زواجه وأن يسعده في أهله ونكاحه أن يحفظ حق قرابة زوجته، وواجب على كل زوجة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تتقي الله في والدي زوجها وفي قرابته، قال ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) .
فجعل الله ﷿ صلة الرحم من الإيمان به؛ لأنه لا يحفظ زوجًا حق رحمه ولا تحفظ زوجة حق رحمها إلا بباعث من الإيمان بالله ﷿.
هذا الحق وهو حق الأرحام قام به النبي ﷺ على أتم الوجوه وأكملها وأفضلها وأحسنها فكان يصل قرابة زوجه.
وفي السير: أنه ﷺ كان جالسًا مع أم المؤمنين عائشة ﵂ وأرضاها، فسمع صوت امرأةٍ تستأذن، فقام ﷺ كالفزع، فإذا بها امرأةٌ كبيرة وإذا به يقول: (إنها هالة، إنها هالة أخت خديجة) ذكّرته ﵊ بحبه وزوجه، بما كان بينه وبين أهله.
2 / 2