117

Fiqh al-Da'wah in Sahih al-Bukhari

فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

प्रकाशक

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢١ هـ

शैलियों

وقال ﷺ: «من تعمد عليَّ كذبا فليتبوّأ مقعده من النار» (١).
ومن حرص السلف ﵏ ورضي عنهم على الصدق ما قاله عبد الله بن مسعود ﵁: " من علم فليقل، ومن لم يعلم فليقل الله أعلم؛ فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: لا أعلم؛ فإن الله قال لنبيه (٢) ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ [ص: ٨٦] (٣).
فعلى الداعية أن لا يستحي إذا لم يعلم أن يقول: الله أعلم، أو لا أدري.
التاسع عشر: معاتبة الداعية أصحابه على التقصير: إن الداعية الحريص على استقامة أصحابه على الخير يعاتبهم على تقصيرهم وما بدر منهم، حبّا لهم، ونصحا، وشفقة عليهم؛ ولهذا ذكر الإمام ابن القيم ﵀ أن ذلك مما يستنبط من حديث كعب ﵁، فقال: " ومنها: معاتبة الإمام والمطاع أصحابه، ومن يعز عليه، ويكرم عليه؛ فإنه ﷺ عاتب الثلاثة دون سائر من تَخَلَّف عنه، وقد أكثر الناس من مدح عتاب الأحبة واستلذاذه، والسرور به، فكيف بعتاب أحبِّ الخلق على الإطلاق إلى المعتوب عليه، ولله ما كان أحلَى ذلك العتاب، وما أعظم ثمرته، وأجل فائدته، ولله ما نال به الثلاثة من أنواع المسرات وحلاوة الرضا. . . " (٤).

(١) متفق عليه: من حدث أنس ﵁: البخاري، كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي ﷺ ١/ ٤١ برقم ١٠٨، ومسلم، في المقدمة، باب تغليظ الكذب على رسول الله ﷺ ١/ ١٠، برقم ٢.
(٢) البخاري، كتاب التفسير، تفسير سورة الروم ٦/ ٢٢ لرقم ٤٧٧٤، وانظر: الحديث رقم ٥٨، الدرس الحادي عشر.
(٣) سورة ص، الآية: ٨٦.
(٤) زاد المعاد ٣/ ٥٧٦.

1 / 119