وكذلك تفعل اذا كان فى الكرم ألوان من العنب لا تحمل فانك تكشف عن اصولها نحو شبر وتقطع فى ذلك الموضع ثم تركب فيها اقلاما من سائر الالوان ما تستحسنه وسنذكر صفة التركيب فى موضعه من هذا الكتاب ان شاء الله تعالى
وكذلك تفعل ايضا بالعنب المخردل وهو الصغير الحب وهو ان يوخذ من هذا العنب الذى يخردل قضبان وتركب فى الجنس الذى لا يخردل البتة واقصد منها الى التي يقارب هذا المخردل فى الهيئة والطيب والصفة لئلا تتخالف عليه الزرجونة ويستحيل عن صفتها لان العنب الذى يخردل هو اطيب العنب واعذبه والطفه واصفاه جوهرا واخفاه ماءا واكثر الزرجون مادة ويعتريه ذلك عند تنويره وذلك انه اذا نور نزل عليه الماء فاسقطه فى الارض
وايضا فان من العنب ما له نوار كثير وما له نوار قليل ومنه ما يطول فى نواره ومنه ما يعقد سريعا ومنه ما يبكر بالنوار ومنه ما لا يبكر ففى العنب الذى يبكر ويطول فيه مكث النوار ولا يعقد سريعا فهو وصفناه بالطيب والخفة وهو الذى يخردل
واما العنب الغليظ الثقيل فهو الذى ينور ويعقد سريعا ولا يبكر بالنوار ولا يطول فيه وهو الذى لا يتخردل اصلا وان خردل فانه يغلظ منه بعد ذلك ويتعلق عنقده بالعنب
وينبغى ان يكون هذا التركيب فى شهر اكتوبر وهو وقت كون الماء فيها ثم ينحصر الى اسفل فان فات هذا الوقت دبرها وقت لقحها فى شهر ابريل
فصل فى غرس الاترج –
وجه العمل فيه ان يوخذ وتده فى شهر ابريل فى اوله ويكون طول الوتد نحو الذراع ويكون فى غلظه نحو نصاب القدوم وما قاربه وتعمل الاوتاد احواضا فى الارض الطيبة ليكون اسرع الى نباتها ويكون بين وتد وآخر مقدار ثلاثة اشبار ويسقى بالماء ويرغد لها به وتترك كذلك حتى يتم لها عامان فاذا كان بعد ذلك قصد الى الارض التي يراد ان ينقل اليها ويحفر فيها حفر على قدر ما يغيب الخرز فيها لما هى كما يضاف اليها من التراب، فاذا حفرت على ما حددناه قلعت الاوتاد بجميع اصولها وفروعها والارض المتصلة بها وتنقل الخرزة بذاتها كما هي وتجعل فى الحفرة وتغيب داخلها وتسوى عليها الارض وتعتدل مع وجهها وترز بالقدم وتجلس لتتمكن الخرازة فى موضعها فاذا فعل ذلك بها احيل عليها الماء الكثير والزبل الطيب وبذلك يتم صلاحها
पृष्ठ 79