صفة فى عمل الكرم واصلاحه، واذا كان الكرم مرحبا وتريد ان تغلقه بالزرجون فى العمل اليسير فالعمل فيه ان تعمد الى الدوالى التي فى الرحبة وما حول الرحاب فتحفر حولها وتغلقها بالحفر وتكشف عليها من كل ناحية فاذا وصلت الى اسفلها وعروقها اجلستها فى اسفل الحفرة ومددت قضبانها يمينا وشمالا ووراء وقدام ما امتدت لك تلك القضبان وتخرجها فى الاماكن الفارغة المرحبة، وتغطيها بالتراب اعني الجفنة المجلسة تفعل ذلك بكل رحبة منها فتنغلق الرحاب فى المدة اليسيرة ولا ينقطع لها عنب وتصير الواحدة من الزرجون كثيرة وتخرج من تلك القضبان فرعا واحدا بقضيبه فى مكان الجفنة من الدالية ليدل على اصلها وموضعها. فان كان بين زرجونة واخرى رحبة لطيفة فينظر الى احدى الدوالى القريبة فان كان فى اسفلها قضيب كبست من اعلى الزرجونة قضيبا تمليه مع جسد الدالية على قدر ثلاثة اشبار تحت الارض ويخرج طرفه فى المكان الرحب لان التغطيس والتكبيس لهما ايسر وايمن من غرسه لان القضيب المغروس بين الدوالى الكبار لا ينجب بينها بوجه والتكبيس غير التغطيس، لان التكبيس ما هبط من اعلى الدالية الى الارض والتغطيس هو الذى ذكرناه من الحفر حول الدالية وتغطس وتجلس وتخرج قضبانها الى الجهات، واذا كبس القضيب من اعلى الدالية او اسفلها فانه لا يستغنى ان يتغذى من الثمرة الا بعد ان يمضى عليه عامان، فاذا تم له عامان اكتفى بنفسه واغتذى بعروقه التي صارت له وتقطع التكابيس التي تساق من اعلى الدالية لانها تسمج الكرم وان كانت لا تضره، واما التغطيس فلا يحتاج الى القطع بل تركه على حاله أحسن لانه ربما قد يعتري فى الدالية القديمة شىء فتسقى الغذاء من هذا القضيب المكبس فيصير الغذاء متداولا بينهما ويتغذى بعضها ببعض، وهذا القضيب ايضا لا يسمج الكرم لانه لا يظهر وهو وجه جيد من العمل ان شاء الله
पृष्ठ 77