الباب الخامس فى غراسة الثمار
اعلم ان الغراسة تنقسم ثلاثة اقسام زراريع ونوامى ونوى، فاما الثمرة التي يوكل حملها ويكون لها نوى فمن احب ان يزرع ذلك النوى ففى الوقت الذى يحين اكلها فذلك جيد وذلك مثل الجوز واللوز الذى يطيب فى شتنبر فتصلح زراعته فى ذلك الشهر وكذلك الحب والبرقوق وما جرى مجراه لا يزرع الا فى هذه المدة المذكورة، وما كان من الخوخ والرمان والعنب والتين فيزرع فى اكتوبر ونونبر وسيأتى ذلك مشروحا فى موضعه، واما النوامى فتغرس من يناير الى فبراير الى مارس وكذلك يفعل بالاوتاد والملوخ وسنبين ذلك ان شاء الله تعالى
فصل غراسة النخيل
يكون فى شهر يناير ووجه العمل فيه ان تؤخذ الثمرة بلحمتها وتشرح على ظهرها خذ النقير وهى النقطة التي على ظهر النواة ثم يعمد الى الارض المالحة وتحفر فيها حفرة عمقها ذراع ويخرج تراب تلك الحفرة ويخلط اليه من الزبل مقدار اربعة ارطال فان كان اقل من ذلك او اكثر فبحساب ذلك ويخلط الكل ويمزج حتى يصير شيئا واحدا ويحرك الجميع تحريكا حتى لا يمتاز بعضه من بعض، ثم يرد الجميع فى الحفرة المذكورة وترز رزا جيدا بالقدم حتى يرجع التراب مع ما خالط من الزبل والملح الى حده مستويا مع وجه الارض ثم تأخذ ثلاث ثمرات مشرحة كما وصفنا قبل هذا ولا يكون اقل من ثلاثة ولا اكثر فيحفر فى تلك الحفرة التي ملئت بالتراب والزبل مقدار الاصبع، ويطرح فيها النوى وتكون الظهور منها الى القبلة على هذه الصورة، ويكون غلظ التراب عليها نحو غلظ الإصبع ويكون السقى عليها مرتين فى الجمعة وتغذى بالملح فى اول الخريف اذا كانت نابتة ويكشف عن اصولها ويخلط الملح مع شىء من الزبل، فمن ارد [أراد؟] تنقيلها فلا يكون ذلك الا بعد عامين وتخلع عند ذلك النخلة بحوزها وما حولها من التراب فاذا حولت الى المكان الاخر سقيت مرتين فى الجمعة وتنقى النخلة من جرايدها فى زمن الاعتدال وذلك عند مضى عشرين يوما من شهر مارس وهو وقت تحرك الماء داخلها، واذا شمرت النخلة فى غير هذا الوقت المذكور دخل عليها الضرر من موضع القطع فتعتل لذلك لانها ان شمرت فى الصيف خيف عليها الاعتلال من قبل الحر وكذلك يخاف عليها فى الخريف البرد فالوجه لا يتعدى بها ذلك الوقت الذى ذكرناه
पृष्ठ 59