264

ऊंची सोच वाली इस्लामी जुरिसप्रुडेंस का इतिहास

الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي

प्रकाशक

دار الكتب العلمية-بيروت

संस्करण

الأولى-١٤١٦هـ

प्रकाशन वर्ष

١٩٩٥م

प्रकाशक स्थान

لبنان

शैलियों

ترجمة قتادة بن النعمان الأنصاري الأوسي:
عقبي، بدري، شهد المشاهد كلها، وهو الذي أصاب سهم حدقته يوم أحد حتى تعلقت بالعرق، فأرادوا قطعها، ثم أتوا النبي ﷺ فدفعها بيده حتى وضعه بيده موضوعها، ثم غمزها براحته وقال: "اللهم اكسها جمالًا" فكانت أحسن عينيه وأحدها نظرًا، وما مرضت بعد١، كان من فضلاء الصحابة، وكان أخا أبي سعيد الخدري لأمه.
كان أبو سعيد في سفر، ولما قدم قدَّموا له لحم أضحية بعد ثلاث، فقال: لا أذوقه حتى أسأل أخي قتادة: فأتاه وسأله، فأخبره بأن النهي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث نسخ، وأن النبي ﷺ رخَّص في ذلك، والقصة في الصحيح٢، ومن فقهه أنه بات يقرأ: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ يقوم الله بها، فسمعه أبو سعيد الخدري، وكان يتقالهّا، أي: يعدها قليلة، فأخبر النبي ﷺ فقال: "إنها تعدل ثلث القرآن" والقصة في الصحيح٣، وكانت وفاته سنة نيف وعشرين٤.

١ ذكره ابن حجر في الإصابة وبين طرفة "٥/ ٤١٧".
٢ البخاري "٧/ ١٣٣".
٣ البخاري "٦/ ٢٢٣".
٤ قتادة بن النعمان الأنصاري الأوسي: ترجمته في الإصابة "٥/ ٤١٦"، والاستيعاب "٣/ ١٢٧٤"، وأسد الغابة "٤/ ١٩٥".
ترجمة أم سلمة أم المؤمنين هند بنت أمية:
أسدية، هاجرت إلى الحبشة مع زوجها أبي سلمة بن عبد الأسد، وتوفي هناك فهاجرت للمدينة، وتزوجها النبي ﷺ. كانت من الفقيهات الحافظات السيدات الكريمات المحسنات، ومن اجتهادها المصيب في الزمن النبوي أن النبي ﷺ دخل عليها عندما تمَّ الصلح بينه وبين كفار قريش في الحديبية متغيرًا لما أمر الصحابة أن يتحللوا من إحرامهم وينحروا هديهم، فتوانو إذ لم يستحسنوا الصلح ورأوا القتال أفضل، فأشارت على النبي ﷺ أن يحلق رأسه وينحر هديه، فإنهم لا محالة يقتدون به، ففعل١، وهذا من كمال عقلها إذ فهمت أنهم استصعبوا

١ ذكره الحافظ في ترجمتها في الإصابة.

1 / 273