आधुनिक अरबी विचार: फ्रांसीसी क्रांति का राजनीतिक और सामाजिक दिशानिर्देशन पर प्रभाव
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
शैलियों
وكأن اللبنانيين ما لبثوا أن تقدموا تقدما سريعا في فهم الثورة وحقيقة معناها. وإننا لنصادف في التاريخ اللبناني حوالي هذا العهد بعض حركات وانتفاضات يعمل فيها وعي الشعب عمله الملموس، كعاميتي إنطلياس ولحفد سنة 1820-1821، وكالثورة على إبراهيم باشا والاحتلال المصري سنة 1840، وكغضبة طانيوس شاهين على التحكم الإقطاعي سنة 1859.
ويهمنا أن نلاحظ في هذا الصدد أن كلمة «العامية» إنما هي تعريب حرفي لكلمة
Commune
الفرنسية. وكان اللبنانيون يؤلفون العاميات، في مناسبات خاصة، للامتناع عن دفع الضرائب، كما وقع في عاميتي إنطلياس ولحفد إذ طلب عبد الله باشا الوالي العثماني في عكا مبلغا ماليا من الأمير بشير ففرضه الأمير على اللبنانيين وبث الجباة لجمعه، فكانت عاميتا إنطلياس ولحفد. ولسنا نعلم هل كان اللبنانيون متأثرين في عامياتهم بشيء من الثورة الفرنسية.
ولكنا نعلم علما لا يشوبه الظن أن اللبنانيين، في المنشور الذي أذاعوه سنة 1840 يدعون فيه إلى الثورة على إبراهيم باشا، ضربوا للشعب مثلا من البأس والثبات الفرنسي في القتال. يقول المنشور:
فليرقد بسلام رفات إخواننا (يقصد الحورانيين، وكانوا قد ثاروا على الحكومة المصرية) الذين ماتوا في سبيل الحرية؛ فإنهم ضاهوا بشجاعتهم الفرنسيين الذين عندما هددوا بالاستئصال إذا لم يستسلموا فضلوا الموت فخاضوا غمرات الوغى وقتلوا 150 ألف رجل؛ فهذا أيها الإخوان حادث تاريخي يجب ألا يذهلكم؛ فإن مواطنينا الذين قاتلوا في حوران كانوا قليلي العدد، ومع ضعف وسائلهم - كما تعلمون - قد فاقوا الفرنسيين.
18
ولسنا نعرف بالضبط الحادثة التي يشير إليها المنشور في التاريخ الفرنسي، على أننا نرجح أنها تلك الوثبة الجبارة التي وثبها الباريسيون أيام الثورة الكبرى حين بعث الدوق دي برونشفيك البروسي يتهددهم بسحقهم ومحق عاصمتهم إذا مسوا الملك وقصره، فردوا عليه بمحاصرة قصر التويلري وافتتاحه في 10 آب 1792 واعتقلوا الملك وصادموا جيش التدخل الأجنبي وظفروا به في معركة فالمي الشهيرة.
أما حركة طانيوس شاهين فليس في أخبارها إشارة صريحة إلى تقاليد فرنسا الثورية. على أن في مخطوطة أنطوان ضاهر العقيقي،
19
अज्ञात पृष्ठ