आधुनिक अरबी विचार: फ्रांसीसी क्रांति का राजनीतिक और सामाजिक दिशानिर्देशन पर प्रभाव
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
शैलियों
في الأوضاع القائمة.
ثم يذكر المؤرخون كيف رضي الملك بانعقاد مجلس باريس - أهم المجالس الفرنسية - للموافقة على عقد قرض، لكن المجلس أبى أن يتحمل التبعة وحده، وجعل إنشاء القروض والضرائب من خصائص البلاد الممثلة في مجالسها؛ ويذكرون كيف فكرت المجالس بالانعقاد، وطلب دورة عامة تلتئم فيها جميعا فتبحث في طرق الإصلاح ووسائله؛ ويذكرون كيف أقدم مجلس إقليم «الدوفينه» على الانعقاد بنفسه في تموز سنة 1788، فوجد الملك أن لا مناص له مما تطلب البلاد فوافق في شهر آب على دورة عامة تعقدها المجالس جميعها في فرساي في الخامس من شهر أيار سنة 1789.
وهنا يذكر المؤرخون كيف انصرفت طبقات الأمة: الأشراف والإكليروس والطبقة الثالثة، كل إلى اختيار نوابها الذين سيمثلونها في فرساي. ويذكرون كيف ألغيت المراقبة وأطلقت الحريات لمناسبة الانتخابات، وكيف أقبلت «الطبقة الثالثة» بموسم من الكراريس
Cahiers
تعين وجهة نظرها في الإصلاحات المنشودة. وكانت هذه الطبقة، بالاستناد إلى كثرة أفرادها (97 في المائة من الأمة)، صريحة في طلب عدد من الممثلين لها يساوي مجموع ممثلي الطبقتين الأخريين: الأشراف والإكليروس. وكانت كذلك صريحة في طلب اجتماع النواب كلهم هيئة واحدة، وفي طلب التصويت بالأفراد لا بالطبقة، ثم في طلب دستور وطني يقيد «السلطة المطلقة التي هي منبع الشرور النازلة بالدولة»، على تعبير أحد الكراريس.
ومن هنا يتقدم المؤرخون إلى ذكرى انعقاد المجالس في دورة عامة، في الموعد المضروب؛ أي في 5 أيار سنة 1789. ولم تكن هذه المجالس قد انعقدت في دورة عامة منذ سنة 1614 أيام الملك القاصر لويس الثالث عشر وأمه الوصية على العرش ماري المديتشية. وكان ممثلو الطبقة الثالثة لم ينسوا كيف زل أحدهم، يومذاك، فقال: «نحن أبناء أسرة واحدة؛ الأشراف هم الإخوة الكبار ونحن الإخوة الصغار.» فغلى دم نبيل من النبلاء و«رقص» عليه عصاه جزاء وفاقا لهذه الإهانة. ولم يكونوا قد نسوا أيضا كلمات روبير ميرون إذ قال: «الملك هو السيد، ولكن شرط أن يحكم الحكم الصالح؛ فالشعب لا يلبث أن يدرك أن الجندي ليس إلا فلاحا يحمل السلاح!» فلم يطل الوقت حتى وفد النواب مرة إلى قاعة الاجتماع فوجدوها مقفلة، وقال لهم قائل: «لقد احتاج إليها البلاط الملكي لحفلة رقص تقام قريبا!» فعادوا أدراجهم، وانطوت القضية.
أجل، يذكر مؤرخو الثورة الفرنسية كيف أن نواب الطبقة الثالثة كانوا في سنة 1789 عازمين على ألا تنطوي القضية كما انطوت سنة 1614.
وبدأت المشادة العنيفة الحادة. وأصر ممثلو الطبقة الثالثة على أن تكون الجلسات مشتركة بين النواب جميعهم حتى لا يجتمع ممثلو كل طبقة على حدة، وأصروا على طلب التصويت فردا فردا لا طبقة طبقة. وكان قد سبق لهم أن نجحوا في إرسال عدد من النواب يساوي نواب الطبقتين الأخريين.
7
وهكذا بات في إمكانهم إحراز الأكثرية في الجلسات؛ لأنهم كانوا يتوقعون أن تنحاز إليهم فئة الأشراف الصغار والإكليروس الفقراء كما حصل فعلا فيما بعد.
अज्ञात पृष्ठ